أكد البروفيسور عبد الله الحوّاج الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية، أن ميثاق العمل الوطني هو أسمى وأعلى وثيقة وطنية صوت عليها شعب البحرين، ومنه انبثقت بعض مواد وبنود الدستور.
وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين للتصويت على ميثاق العمل الوطني، أشاد البروفيسور الحواج بما تحقق في مملكة البحرين من تطور ونماء على صعيد كافة المجالات في ظل العمل بالميثاق، والتي عكست التوجيهات والرؤية الملكية المستقبلية والثاقبة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والاهتمام والمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لجعل مملكة البحرين أنموذجاً رائداً يُحتذى، لدولة القانون والعدالة والمؤسسات الدستورية والحريات والتعايش الإنساني والسلام.
ذكرى التصويت على الميثاق تأتي هذا العام متزامنة مع الاحتفالات باليوبيل الفضي لذكرى تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، فقد أعرب د. الحواج عن فخره واعتزازه باستمرارية واستدامة عملية التطور والتنمية في مملكة البحرين، يوازيها ثبات واستقرار في سير العملية السياسية والقضائية والتشريعية بغرفتيها النواب والشورى، بل وتطورها في كل فصل تشريعي جديد، وأيضاً ما تحقق على صعيد المكتسبات الحقوقية والحريات والخدمات الحكومية والمعيشية والنمو الاقتصادي، وهذا ساهم في تلبية ما كان يتطلع إليه شعب البحرين لتحول المملكة إلى مملكة دستورية مكتملة الأركان بما يعزز العملية الديمقراطية، ويحفظ للمملكة وشعبها هويتها الوطنية وأمنها واستقرارها والحفاظ على الهوية الوطنية، واستدامة تنميتها من خلال رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وهي جميعها عوامل أساسية أكدت مكانة البحرين ودورها الفاعل في محيطها الإقليمي والدولي.
وبصفته كان ممثلاً لقطاع التعليم في اللجنة الوطنية العليا لإعداد مشروع الميثاق، أشار د/الحواج إلى أن ميثاق العمل الوطني اهتم بإعلاء قيمة العلوم والثقافة والأدب لذلك جاء توجيه جلالة الملك المعظم بشكل مباشر وقت إعداده بالتركيز على التعليم باعتباره قلب المسيرة التنموية والإصلاحية وعماداً أساسياً لها، وعليه فقد تصدّر قطاع التعليم والبحث العلمي فصول هذه الوثيقة الوطنية التاريخية.
وبالحديث عن القيمة التي أضافها ميثاق العمل الوطني لخلق مستوى متميز وجودة عالية لقطاع التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في الجامعات الخاصة بمملكة البحرين، والتي كانت إحدى ثمار ميثاق العمل الوطني، أوضح د. الحواج أن مملكة البحرين نجحت على مدار عقود في أن تحظى بثقة واحترام كبرى المؤسسات التعليمية والجامعات العالمية التي باتت تتسابق لتقديم الشراكات والتوأمة التعليمية والعلمية مع طرح المزيد من البرامج التدريبية المتقدمة والمتطورة التي تواكب متطلبات العصر الرقمي والتحول التكنولوجي في شتى التخصصات العلمية ومجالات البحث، مما جعل الجامعات في مملكة البحرين تتبوأ مراتب متقدمة في مؤشرات القياس العالمية الخاصة بجودة التعليم والبحث العلمي والتدريب، وأيضاً ربط مخرجاتها بتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي.
وحول مشاركة القطاع الأهلي والخاص إلى جانب الحكومة في المسيرة التنموية لمملكة البحرين، شدد البروفيسور عبد الله الحواج على ضرورة وأهمية هذه الشراكة والتكامل رفداً لعملية التنمية والبناء، خاصة عبر الاستثمار في قطاعات التعليم والتعليم العالي، إيماناً بأن جزءاً كبيراً من الثروة والقوى الاقتصادية والأفكار والحلول الإبداعية والمستدامة والخدمات اللوجستية، يمكن أن يوفرها القطاع الخاص بشكل أكثر سهولة خدمة لمسارات التنمية بالتعاون والشراكة مع الحكومة. وأكد في هذا الصدد على أن مملكة البحرين تتوجه الآن لتكون دولة "الخدمات الممتازة" بحلول رؤية 2030 وما بعدها في رؤية 2050، حيث تمثل الخدمات الممتازة المستقبل القادم للتنمية، ولا يمكن أن تكون هناك خدمة أكثر امتيازاً وقيمةً من الاستثمار في التعليم والبحث العلمي والرعاية الصحية للمواطن البحريني، الذي يمثل الثروة البشرية الثمينة، والتي تستوجب الاستثمار طويل المدى والمستدام، بما يؤهله لكي يكون قادراً على المشاركة في العملية الإنتاجية واستكمال مسيرة التنمية والنهضة ضمن فريق البحرين.
واختتم البروفيسور عبد الله الحواج حديثه، بالتأكيد على أن مبادئ ميثاق العمل الوطني عززت من مكانة مملكة البحرين وموقعها الطليعي والريادي كمنارة للعلم والمعرفة بين أشقائها في محيطها الخليجي والعربي، والفضل يعود في ذلك للرؤية الاستشرافية الشاملة والثاقبة، التي أرسى دعائمها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.