تنوعت أوراق العمل في الجلستين المسائيتين باليوم الأول من مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي، بين عوائق ومهددات الوحدة الإسلامية والصراعات والقطيعة الخلافية المذهبية، وبين المداخلات التي أعاد بعضها استعراض صور تعاني منها المجتمعات الإسلامية من تشدد وتطرف وتكفير وإثارة النزاعات، إلا أن شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام د. أحمد الطيب، توج المداخلات بمداخلة صريحة أوجز فيها الحاجة إلى “خطة قابلة للتطبيق”.
نشوء الطائفية
وأثار العديد من المشاركين وجهات نظر عميقة، اتجهت نحو اتجاهات عدة، منها نشوء الحالة الطائفية بسبب الأحزاب السياسية، ومنها معضلة نقل التفاهم من التنظير إلى التقريب، وصلاة السني في مسجد الشيعي والعكس، ومنها الأثر الطائفي والعنصري الناتج عن الخلافات الدينية، علاوة على مخاطر العنف المتلبس بالدين وما ينتجه من آفات ونزاع، لكن مداخلة الإمام الطيب بدأت بتساؤل: ”نخاطب من؟ نحن نبحث عن تطبيق، فكلنا متفقون تجاه تلك المشكلات! هل نحتاج إلى لجنة متابعة من العلماء؟”.
القرار السياسي
وذهب الشيخ الطيب بهدوء وعمق إلى الاتهامات المعلنة والمغلفة بين السنة والشيعة، ومفردات الكفار والمجوس والاتهامات المتبادلة، وهي للأسف موجودة حتى في الجامعات، فما هو الحل؟ لكنه أشار إلى أن “الكارثة أن العالم الإسلامي وقف عاجزًا، ولابد من وحدة الموقف والجهوزية، لكن ما هي؟”، ثم ساق فكرته التي بناها على الحاجة إلى مجموعة علماء على صلة بالقرارات السياسية، على الأقل ليساعدوا أصحاب القرار في الاتجاه الصحيح.
يعرقل الوحدة
وتقاربت كلمات المتحدثين في الجلسة الأولى التي أدارها الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي د. أكمل الدين إحسان أوغلو، وتحدث فيها عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عضو مجلس حكماء المسلمين د. حسن الشافعي، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ د. حميد شهرياري، والقائد الروحي للمسلمين في أذربيجان وعموم القوقاز وعضو مجلس حكماء المسلمين شيخ الإسلام الله شكر باشازاده، ووزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية د. أسامة السيد الأزهري، والمفكر الإسلامي د. بشار عواد معروف، من ناحية القدرة على إزالة ما يعرقل الوحدة الإسلامية، ومواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي بالوعي وتعزيز الحوار والارتكاز على العوامل المشتركة.
مطابقة الشعار
أما الجلسة الثانية، التي أدارها مدير مركز تعزيز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت عضو مجلس الحكماء التنسيقي الأوروبي (آمال) د. عبدالله الشريكة، فقد تحدث فيها كل المرجع الديني سماحة السيد علي الأمين، وأستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان، والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى - المملكة المغربية د. سعيد شبار، ورئيس رئيس اللجنة الشرعية في هيئة الأوقاف العضو السابق في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ د. قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، والأمين العام لمؤسسة الإمام الحكيم مستشار رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان السيد علي عبدالصاحب الحكيم، وقد أخذت ذات الاتجاه الذي يطابق شعار المؤتمر ”أمة واحدة.. مصير مشترك”، ودراسة التجارب الناجحة في التقريب بين المذاهب والتفاهم المشترك، وإرساء نموذج عملي للوحدة، مع تثمين دور الإعلام كأداة لتعزيز التقارب، والتصدي للفكر المتطرف.