تحتضن إمارة الشارقة سنويا “أيام الشارقة التراثية”، الحدث الثقافي الأبرز الذي يجمع بين العراقة والتنوع، ليحكي قصة الموروث الإنساني عبر أبعاده المختلفة.
وفي دورته الـ 22 التي حملت شعار “جذور”، تسلط الفعالية الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية وترسيخها بين الأجيال. صحيفة “البلاد” التقت المنسق العام لأيام الشارقة التراثية، أبوبكر الكندي، للحديث عن أبرز ملامح هذه الدورة، ودورها في تعزيز التراث والهوية الوطنية... إلى نص الحوار..
بداية، لماذا تم اختيار شعار “جذور” للدورة الـ 22 من أيام الشارقة التراثية؟
شعار هذه الدورة يعكس أهمية الجذور والأصول في التراث والثقافة، نحن نركز على أصل الأشياء، فكل شيء له جذور، سواء كان موروثًا ثقافيًا محليًا، خليجيًا، عربيًا أو عالميًا. الهدف من اختيار هذا الشعار هو التأكيد على أهمية إبراز التراث كما كان في السابق، والحفاظ على استمراريته للأجيال القادمة.
ما أبرز ملامح الدورة الحالية؟
هذه الدورة شهدت العديد من الإضافات والتطويرات مقارنة بالسنوات السابقة. من أبرز ملامحها مشاركة عدد ضخم من الحرفيين من مختلف دول العالم، حيث تجاوز عدد المشاركين 12 ألف شخص، ما بين عارضين، متطوعين، وأفراد أمن لتأمين الفعالية.
كما شهدت هذه الدورة تنظيم أكبر عرض للعيالة على مستوى دولة الإمارات وربما على مستوى العالم، حيث شارك فيه أكثر من 300 عرض فني شعبي خلال حفل الافتتاح.
كيف ترون تأثير أيام الشارقة التراثية على الثقافة المحلية والهوية الوطنية؟
أيام الشارقة التراثية وصلت إلى مستوى عالمي، حيث نتلقى طلبات مشاركة من داخل الدولة وخارجها حتى ونحن في منتصف الفعالية. تأثيرها واضح في تعزيز الهوية الوطنية من خلال الأنشطة التثقيفية، كما أن توصياتها ومخرجاتها أسهمت في تطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات.
هل للفعالية تأثير اقتصادي على المجتمع المحلي؟
بالطبع، فالموروث الثقافي يعتبر رافدًا اقتصاديًا قويًا. لدينا أكثر من 350 محلا مشاركا، وكثير منهم بدأوا من أيام الشارقة التراثية واستمروا حتى اليوم. هذه المشاريع تحتاج إلى تراخيص من الجهات المعنية، مما يعزز الحركة الاقتصادية. كما أن تنظيم الفعالية يتطلب تنسيقًا بين العديد من المؤسسات، ما يساهم في تنشيط قطاعات مختلفة.
كيف يتم إشراك الشباب والمجتمع المحلي في الفعالية؟
نحن نحرص على إشراك جميع الفئات العمرية في الفعالية، حتى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات يشاركون من خلال الألعاب الشعبية. كما أن هناك مشاركة واسعة من الحرفيين، كبار المواطنين، والحرفيات، مما يضمن نقل التراث عبر الأجيال.
ما هي رسالتكم إلى الجيل الجديد في عملية المحافظة على التراث؟
دولة الإمارات، بقيادة شيوخها، تدعم الحفاظ على الموروث الثقافي عبر مبادرات متعددة، ومن ضمنها أيام الشارقة التراثية. رسالتنا للشباب هي الاستفادة من هذه الفرصة والحرص على إبراز وممارسة التراث باستمرار من خلال الفعاليات المختلفة، لضمان بقائه حيا عبر الأجيال.
أخيرًا، كيف يتم ضمان استدامة أيام الشارقة التراثية على المدى الطويل؟
الاستدامة تتحقق من خلال تقديم التراث في شكل فعالية متكاملة تجمع بين الفن، الثقافة، العروض الفنية، الأكلات الشعبية، والبيئات المختلفة. هذا يضمن عنصر التشويق والاستمرارية، فطالما يتم تقديم الموروث الثقافي بشكل جذاب، فإنه سيبقى حاضرًا للأجيال القادمة.