تابعنا تصريحات الرئيس الفرنسي، الذي أقر صراحة بتورط عسكريين فرنسيين في قتل الشهيد البطل العربي بن مهيدي، أحد زعماء الستة التاريخيين وقائد الولاية الخامسة التاريخية ابان الثورة التحريرية المجيدة.
إن الاعتراف الفرنسي الرسمي باغتيال جلادي الاستعمار الشهيد الرمز العربي بن مهيدي، قبله اغتيال الشهيد علي بومنجل وصديق الثورة موريس أودان، واذ نعتبرها خطوة في سبيل حل ملف الذاكرة بين البلدين، الا انها تحتاج الى قدر كبير من الجدية والانصاف، وأيضا الى إرادة حقيقية تقضي بالتحرر من الفكر الاستعماري البائد لحل كل المسائل المتعلق بهذا الملف.
وفي هذا الصدد وجب أن نذكر بتصريحات السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للهجرة المصادف لمجازر 17 أكتوبر 1961، عندما أكد أن مسألة الذاكرة “تحتاج إلى نفس جديد من الجرأة والنزاهة للتخلص من عقدة الماضي الاستعماري، والتوجه إلى مستقبل، لا إصغاء فيه لزراع الحقد والكراهية، ممن مازالوا أَسيري الفكر الاستعماري البائد”.
لقد جاءت تصريحات الرئيس ماكرون، والجزائر تحتفل بمرور سبعون سنة على تفجير أعظم ثورة في التاريخ الحديث، كانت ضريبتها قوافل من الشهداء وجرائم شنيعة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق الشعب الجزائري، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم مهما حاولت الأوساط الفرنسية المتطرفة تزييفها.
إن ملف الذاكرة الذي يعد في صميم انشغالات الجزائر المنتصرة بقيادة السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لا يقبل التنازل ولا المساومة، وهي متمسكة بمعالجة هذا الملف معالجة موضوعية ومنصفة للحقيقة التاريخية، منطلقها اعتراف فرنسا الرسمية بكل الجرائم الاستعمارية المرتكبة في حق الشعب الجزائري على مدار 132 من الاحتلال الغاشم.

التدوينة الافلان:ملف الذاكرة لا يقبل التنازل ولا المساومة ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.