ريبرتاج: نصيرة سيد علي
جامع الجزائر.. صرح حضاري … وديني، وعلمي.. قطعة معمارية أصيلة… يضاف هذا الفضاء الرباني الواقع مقره بالمحمدية بالجزائر العاصمة، إلى قائمة المساجد التي كانت تزخر بها الجزائر المحروسة والتي يقبع على أرضها أقدم مسجد بها الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر للميلاد وهو مسجد سيدي رمضان، الواقع بأعالي القصبة العليا في جزائر بني مزغنة.
كما تحتضن الجزائر في رحمها أول مسجد في شمال افريقيا، ويتعلق الأمر بمسجد أبي مهاجر دينار بولاية ميلة، ويعتبر جامع الجزائر الذي وضع حجر أساسه عام 2011، من أكبر القلاع الدينية التي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يُعد أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وبمئذنته الأطول في العالم حيث يبلغ ارتفاعها بـ 265 مترا، وهي بالتالي تتراءى للزائر عبر أميال على النافذة البحرية، وتم تصميم عناصره بأيادي فنية جزائرية محضة، وزين بزخارف تشبه تلك التي جملت بها قلعة بني حماد والتي ظهرت بعد 3 قرون في قصر الحمراء
هذه التحفة المعمارية التي شيدت على أنقاض كنيسة كاثولكية التي أراد صاحبها الكاردينال شارل لافيجري تمسيح القارة الافريقية برمتها من خلال الجزائر ستبقى شاهد عيان على حقبة زمنية المقبلة، وينقل إلى الأجيال القادمة على مر الزمن نمط الحياة الدينية للشعب الجزائري.
ويعتبر تزين جامع الجزائر الركن الاساسي في مبنى المسجد، الذي تم بسواعد فنية جزائرية من خطاطين وحرفيين ومهندسين لضبط تصاميم الجامع الداخلية والخارجية امتدت على مساحة ست كليمترات، بأبعاده الإنسانية والحضارية، الذي سيروي للأجيال المتلاحقة قصة جامع الجزائر كأعظم إنجاز يحافظ على المرجعية الدينية ويشكل عنصر من عناصر الهوية الوطنية.
عن الأسس التي تم من خلالها اختيار أرضية الجامع، وعن كيفية التي تم مواجهة الحملة اللفرنسية الشرسة لعرقلة المشروع، تطلعنا النخب الدينية والمؤرخين والمختصين في علم النفس والاجتماع حول هذا المعلم الروحي الذي يعد رمزا يشكل الهوية الدينية للشعب الجزائري.
التدوينة جامع الجزائر.. قلعة حضارية…التحفة المعمارية…الحافظ للمرجعية الدينية ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.