حاورته: نصيرة سيد علي
تطرق الباحث والخبير في الزخرفة الإسلامية الأستاذ عبد المالك موساوي في هذا اللقاء الذي خص به ” الحوار” إلى طبيعة الأشكال الهندسية والزخارف الأنيقة ذات الجمال الأخاذ، التي صمم بها مختلف عناصر جامع الجزائر.
– هلاّ حدثتنا حول طبيعة الأشكال الهندسية والزخارف الذي تم تزيين بها العناصر المشكلة للجامع الجزائر؟
تعود طبيعة الزخارف التي تم بها تزيين المعلم الديني والحضاري مسجد الجزائر، بزخارف إسلامية، مستلهمة من الطراز الجزائري، وتنقسم إلى أربعة أصناف، النوع الأول ويتعلق بالزخرفة الهندسية وهذا النمط من الزخرفة استحوذ على حصة الأسد من جامع الجزائر، وهي تنبثق من الطراز المغاربي الأندلسي، وتنشأ من المثلث الستيني، ومن المربع، والمضلع الخماسي، وهي الأشكال الأساسية التي تنشأ منها كل الزخارف الهندسية، سواء في الزخرفة الإسلامية بصفة عامة، أو في الطراز المغاربي الأندلسي، النوع الثاني الزخرفة النباتية التي تنشا من الخط المنحني بمختلف انواعها، ثالثا الزخرفة الخطية وهي معروفة، وقد صمم خطاطون جزائريون أربعة أنواع من الخطوط في الجامع، على غرار الخط الكوفي الاندلسي والخط الكوفي المربع وخط الثلث، ولأول مرة يستخدم الخط المبسوط في شمال إفريقيا، وقد تم تزيين به عناصر جامع الجزائر، والخط الكوفي المبسوط، والذي يدعى بالخط المغاربي، ويقصد بالمغربي، كناية عن المنطقة الجغرافية التي تمتد من صحراء ليبياإلى الأندلس والسودان، وقد تم استخدام كل أنواع الجص والخشب لبناء هذا الصرح الديني الكبير.
– ما هي التقنية التي استخدمت في انجاز زخارف جامع الجزائر؟
إن التقنية التي استعملت في إنجاز جامع الجزائر، فقد وازنت بين الأصالة والحداثة، وتعبر الحداثة والأصالة هنا، عن طرق التي استخدمت فيها هذه التقنية، والتي يمكن تصنيفها إلى صنفين، أما الصنف الأول، فهو ينبثق من الأصالة، أي الأشغال اليدوية، ويقصد بها هنا، الصناعة التقليدية، فكل الأعمال الفنية التي تم تصميم بها جامع الجزائر تمت بأنامل فنية جزائرية، وباحترافية عالية، ومن بين تلك الاعمال المنجزة نجد النقش على الجبس، والنقش على الخشب، خاصة ذلك الذي استخدم في نقش المنبر، والذي أنجزه حرفيون من عائلة بن قرطبي، من ولاية المدية، الذي رفعوا التحدي ووفقوا فيه، وهناك حرفيون جزائريون أبدعوا في صناعة السيراميك، وأخرون اهتموا بالنقش على الخشب، بالإضافة إلى أعمال أخرى كالتذهيب، والزخرفة على الزجاج، والتقنية الثانية تتمثل في انجاز الزخارف عن الآلات الرقمية وقد تم استعمال هذه التقنية نظرا للكم الهائل من الزخارف وضخامتها، واستعملت تلك الآلات الرقمية في عملية النقش على الرخام وعلى الخشب، فضلا عن تقنية أخرى وتتمثل في إنجاز أشكال زخرفية من النحاس المضغوط، واستخدم هذا النوع من النقوش بالآلات الرقمية، وهناك نوع أخر من التقنيات هي القولبة، واستعمل هذا النمط من الزخارف خاصة في قبة المسجد والمنارة، والمشربيات بصفة عامة، وقد استخدم فيه أيضا الإسمنت المسلح بالألياف الزجاجية.
– هل أعطى هذا الجامع الذي يحمل الهوية الجزائرية، نفسا جديدا لتلك الزخارف ؟
من المعلوم أن المعالم التاريخية المنتشرة في الجزائر، تزخر بزخارف رائعة إلى يومنا هذا، ذات طابع إسلامي و بمختلف أنواعها، ولكنها كانت مطمورة يعلوها الغبار، ولما جاءت فكرة تشييد هذا الجامع أماط عنها اللثام، ورفع عنها الستار الذي حجبها، وأخرجها إلى الوجود، وظهرت الهوية المعمارية والزخرف الجزائرية الأصيلة، وهذا هو الدور الهام الذي لعبه مسجد الجزائر هذه التحفة المعمارية الفريدة من نوعها، حيث أبرز مفاتن الزخرفة الجزائرية، التي كانت غير معروفة لدى عامة الناس، لأنها كانت في طي النسيان.
نعم، لقد كانت للجزائر بصمة عظيمة في قاموس الفن العربي الإسلامي، والمغاربي الأندلسي، وحتى يمكن أن نقول المشرقي، فكانت للجزائر إسهامات كبيرة، وهذا ما أثبتته الحفريات التي أجريت في الجزائر، خاصة تلك التي قام به الايكولوجي الفرنسي ليون دوبيليي سنة 1913، بقلعة بني حماد وصدر له كتاب، حيث يقول في الصفحة رقم 3 ، إن الزخرفة التي عثر عليها أثناء الحفريات التي قام بها بهذه القلعة، ظهرت بعد 3 قرون في قصر الحمراء، وهي خير دليل على أن الزخرفة الجزائرية لها السبق قبل الأندلس، وغيرها من الشهادات الأخرى التي تبين تجدر فن الزخرفة الجزائرية في رحم التاريخ، وحسب البحوث التي أجريت بينت أن الجزائر ساهمت في نشأت الطراز المغاربي الأندلسي، على ثلاثة مراحل، تمتد من الفتح الإسلامي، إلى القرن الـ 16، المرحلة الأولى كانت مرحلة العطاء، بحيث انتقلت الزخارف التي صممت بها قلعة بني حماد، إلى الأندلس، وإلى قصر العزيزة بصقيلية بإيطاليا، وكانت من بينهاالمقرنصات، وهذه الأخيرة ظهرت حسب المؤرخين بقلعة بني حماد، وكذلك تخطيط المدن وقنوات التزويد بالمياه، وهناك شهادة أدلى بها المرحوم المؤرخ رشيد بورويبة أن طريقة التصميم الزخرفي التي اعتمدت في منارة مسجد قلعة بني حماد، هي نفسها التي استعملها الموحدون في تزيين منارة مسجد إيشبيليا بإسبانيا في القرن الـ 12، وتأتي بعد ذلك مرحلة التفاعل- الأخذ والعطاء-، وهي بعد حكم المرابطون شمال إفريقيا نقلوا تخطيط المساجد، والقبة ذات العروق، مثل تلك الموجودة بمسجد الكبير بتلمسان الذي بني سنة 1136 للميلاد، والمرحلة الثالثة هي مرحلة الإبداع، أي الابداع الجزائري المحض وظهر الإبداع الفني مع تأسيس الدولة الزيانية التي اتخذت من تلمسان عاصمة لها أكثر من ثلاث قرون، فظهر الإبداع المعماري والفني في المعالم الدينية والمدنية مثل مسجد أبي الحسن التنسي 1236 للميلاد، وغيرها من المساجد، وخاصة المدرسة التشفينية التي بناها أبو تشفين بن أبي حمو بمعايير ومقاييس أندلسية محضة، ويمكن القول أن الجزائر كان لها دور فعال وإيجابي في بناء الطراز الفني المغاربي الأندلسي.
الشيء الذي يميز الزخارف الجزائرية، فهي راقية، متنوعة، وفي غاية من الإبداع وهي تشتمل على أربعة أنواع كما أسلفت، وهي جزء لا يتجزأ من الطراز المغاربي الأندلسي، و ما يميز هذا الأخير، أن كل أنواع الزخارف المذكورة تجدها فيا للوحة الواحدة، نجد الزخارف الخطية، الهندسية، والنباتية والمقرنصات، وهو ما يسمى بالطراز المغاربي الأندلسي، وهي موجودة في المعالم التاريخية التي لم يصلنا منها إلا القليل، وهو عكس الطراز المشرقي الذي نجد في لوحة واحدة نوع واحد من الزخرفة فقط.
– ماذا يمثل الزخرف كتراث معماري بالنسبة للهوية الجزائرية؟
كانت الزخرفة الإسلامية، ومازالت مقياس يقاس عليه مدى تقدم الأمم والحضارات عبر التاريخ، انطلاقا من حضارات الإنسانية، كحضارة الإغريق والرومان وغيرها من حضارات الأمم الأخرى، أما بالنسبة لطبيعة الزخرفة الجزائرية، فإنها ترجمت حياة السلالات التي تعاقبت على الجزائر، وصورت لنا حياة الشعوب التي مرت بها الجزائر، كما تطلعنا تلك الأشكال الهندسية والزخارف حول درجة التقدم والتطور الذي وصلت إليه تلك الشعوب التي استوطنت بلادنا، وهو ما أثبتته الحفريات التي أجريت في مواقع متعددة عبر ربوع الوطن، منذ 1956، إلى 1970، وتعتبر تلك الحفريات التي قام بها فريق من العلماء والأيكولوجيين والباحثين في علم الأثار، على سبيل المثال لا الحصر، نجد ألفريد بال، ليون دوبيلي، وأخرها ما قام به الباحث الجزائري الراحل رشيد بورويبة، كل تلك الدراسات الأثرية، أثبتت أن العمارة الجزائرية منذ الفتح الإسلامي إلى القرن الـ 16 ، عرفت ازدهارا منقطع النظير، من جميع النواحي، الثقافية ،الاجتماعية، الاقتصادية، والسياسية.
فيما يخص الزخرفة الإسلامية، نجد المهندس الباحث انجليزي ” إيوان جونس” المتخصص في العمارة الإسلامية، كتب كتاب حول الزخرفة الإسلامية، هذا المهندس المعماري البريطاني الذي عاش في القرن التاسع عشر، في بحوثه يقول لا يوجد في الزخرفة الإسلامية زخرفةبدون معنى أو رمز، أو دلالة، وهذا لأن المزخرف المسلم كل أعماله تنبثق من المعتقد الديني أو الاجتماعي، وهذا ما نجده في المشغولات الموجودة في المعالم التاريخية، فكل زخرفة تنم عن رمزية أو دلالة، فعل سبيل المثالاستخدم المزخرف المسلم الزخرفة النباتية، لأنه يرى أنها ترمز إلى الجنة، كما وضع المزخرف المسلم رموزا في تصميماته نابعةعن إيمانهبقدرة الله في الكون ، وفيما يخص المعتقد الاجتماعي، سواء كانت سلبية أو إيجابية، نجد بعض المزخرفين وضع محارة البحر ليرمز إلى الحياة والرقي والازدهار، وأدخل أشياء جديدة مثلا حذوة الفرس في مطرقة الأبواب، وفي المعتقد الاجتماعي أنها ترمز إلى إبعاد العين والحسد وغيرها.
كل الأعمال التي صممتها لجامع الجزائر وثقتها في كتاب تحت عنوان : (جامع الجزائر ، صفحات مشرقة من تاريخ الزخرفة الإسلامية في الجزائر) يحتوي الكتاب على 320 صفحة طبع في حلة راقية، صدر بخمس لغات: عربية، فرنسية، انجليزية، أمازيغية، وصينية.
يتناول هذا الكتاب في مقدمته تاريخ تطور الزخرفة في الطراز المغاربي الأندلسي، والمساهمة المهمة التي قدمتها الجزائر في تطوير هذا الفن منذ الفتح الإسلامي.
يقدم هذا الكتاب وصفاً دقيقا لجميع الزخارف المستخدمة في تزيين جامع الجزائر بما فيها مرجعتيها التاريخية والقواعد والخطوط التنظيمية المطبقة في تصميمها وقواعد الجمال التي ترافقها، وطريقة انجازها اليدوية أو الصناعية، بالإضافة الى رمزتيها ودلالتها.
كل موضوع من مواضيع هذا الكتاب المرجع مصحوب بالعديد من الرسومات والصور التي تسهل على القارئ فهم التقنيات والخواص الدقيقة للفن المغاربي الأندلسي.
الكتاب مصدر إلهام، ومرجع مهم في مجال العمارة الدينية في الجزائر، وسيساهم بفعالية في الحفاظ على الهوية المعمارية الجزائرية وحماية التراث المعماري والزخرفي الوطني.
الأستاذ عبد المالك موساوي، هو من مواليد 3- 12- 1952 خريج جامعة لورين تخصص تراث وعلم الآثار خبير في الزخرفة الإسلامية درس قواعد الزخرفة وقوانينها وقواعد صنع الجمال التي ترافقها وجميع الفنون التقليدية والتحكم في الألوان والمواد وطرق الإنجاز.
من الأعمال التي قمت بها: القيام بأعمال التصميم الزخرف ل 26 مسجدا كان آخرهم جامع الجزائرو04 إقامات دولة و11 نزلا ومطارين دوليين ومداخل الأنفاق الموجودة على الطريق السيار (المدية -سيديموسى) والعديد من الأعمال الخاصة والعامة. شاركت في 37 ملتقى وطني ودولي كأستاذ محاضر وساهمت في تكوين 53 مهندسا معماريا في الزخرفة الإسلامية بمبادرة طيبة من إدارة جامع الجزائر. لدي 10 مؤلفات في الزخرفة الإسلامية صادرة بعدة لغات.
العناصر المشكلة للجامع الجزائر
يتكون جامع الجزائر من عدة عناصر أساسية، التي تتوفر عليها عادة المساجد الكبرى عبر العالم، وأخرى تميزه ويتفرد بها لغايات ودلالات متنوعة، حيث نجد:
سجاد أرضية جامع الجزائر:
صمم السجاد الذي غطى جميع أركان باحة جامع الجزائر، بأشكال هندسية، تمثل 38 منطقة من ربوع الوطن، ليضفي عليها صبغة الهوية الوطنية، ويعطي لها دلالة تنم عن وحدة الشعب الجزائري، منها 12 منطقة المشهورة بأنواع الزخارف والأشكال الهندسية، و26 منطقة بزخارفها المختلفة زين بها حواف السجاد، ويحمل كل أنواع الزخارف المعروفة بالنسج على السجاد في الجزائر، على غرار زخرفة منطقة القبائل، ونمامشة، وبني ميزاب…
منبر الجامع:
استهلم تصميم منبر جمع الجزائر من منبر مسجد الجامع الكبير بالعاصمة، بخاصية الإخفاء في الطابق السفلي، رغم طوله البالغ 7 أمتار.
تتوسط قاعة الصلاة على ثرية تزن 5،9 طن، وقطرها يلغ 5،13 متر، ويتشكل من 360 ألف بلورة، مطلي معدنها الصلب بالذهب الخالص بعيار 24 قراط، إنها تحفة فنية أية في الجمال تسر الناضرين
يتشكل جامع الجزائر من 1174 ميضئة، و185 حماما، في الطابق الأرضي، تتوفر على الشروط التي تضمن السلامة الصحية للمصلي.
مئذنة هذه التحفة الدينية :
تعتبر المئذمة من العناصر الأساسية المشكلة لجامع الجزائر، علوها البالغ 265 مترا، على 43 طابقا علويا، وطابقين أرضيين، مما جعلها تزين سماء الجزائر، وتضفي رونقا على حوض البحر الابيض المتوسط، تضم متحفا ومركز بحث، وفضاء للراحة وصومعة يمكن بلوغها عبر مسار ورافعة أحمال عددها 17 ، وتلعب منارة المسجد عدة أدوار، فهي ليست فقط للأذان، بل لها وظائف أخرى، بها متحف، في 15 طابقا، ومركز أبحاث، مع مكتب، في 10 طوابق، بالإضافة إلى منصات للمشاهدة، وطوابق الراحة.
دار القرآن…
تعد دار القرآن بجامع الجزائر المعهد العالي المستقل، بطاقة استيعاب 300 طالب علم بـ 300 غرفة، و15 غرفة للمدرسين، كما تضم دار القرآن، قاعات للدروس والمحاضرات، والإدارات والعيادات الطبية.
يوجد في الجزء الجنوبي من الجامع مركز ثقافي كبير، يتشكل من مكتبة كبيرة، وقاعات المحاضرات، التي تستقبل 1500 مشارك، يمكن تقسيمها إلى قاعتين
مكتبة جامع الجزائر:
تتألف مكتبة جامع الجزائر من ثلاث مباني، وهي : مكتب الإدارة، أما المبنى الثاني والثالث، فهما مخصصان لاستقبال الرواد والأشخاص، وهذين المبنيين مقسمين إلى عدة أقسام بيداغوجية، وهي قسم الآداب، قسم العلوم وقسم السمعي البصري، وتتم عملية تسليم الكتب عبر آلية حديثة، كما تضم قاعة محاضرة بقدرة استيعاب 250 مقعدا، وقاعة كبيرة للعرض، وست ورشات حرفية، وأربع قاعات للتدريس ومقهى، وتحتوي مكتبة جامع الجزائر من مليون مؤلف، ويمكن لها استقبال ما يربو عن 3400 زائر.
خزانات مائية لسقي المساحات الخضراء المحيطة بالجامع
إ، وحدة الطاقة هي البناية التي تزود المشروع بالكهرباء والتبريد، والتهوية ومن المياه الباردة والدافئة، بجانبها خزان مائي بسعة 1300 متر مكعب، مخصص للمياه العذبة، وللتبريد وللمياه الدافئة، وهو يتوفر على نظام ذكي اقتصادي للمياه، بحيث تخزن مياه الأمطار في خزان بسعة 6500 متر مكعب، حيث يتم تصفيتها، وتستخدم لسقي المساحات الخضراء للمسجد، أما النظام الثاني، فيقم على تصفية المياه المستعملة في الوضوء لاستعمالها في تصريف مياه الصرف الصحي.
قبة الجامع:
يتكون جامع الجزائر من قبة يبلغ قطرها 50 مترا، وهي تتوسط قاعة الصلاة التي تمازج فيها الجانب الوظيفي والجمالي، فهي مكونة من غلاف داخلي وخارجي، فمن الداخل فهي قراءة عصرية لقبة المقرنصات التقليدية المستمدة من المعمار الإسلامي، خاصة في العهد المرابطين، تسمح بتعاقب المساحات المسطحة والدائرية، اما من الخارج غلفت قبته بمصفقات مشربية تزينية تبرز الوجه الداخلي للقبة، وفق الهندسة التقليدية
قاعة الصلاة:
توجت قاعة الصلاة المزينة بالرخام والحجر الطبيعي، بقبة عظيمة، ذات جدارين يحتويين على فتوحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة، كما تنير بأضوائها ليلا.
تزيين الجامع بأشجار المذكورة في القرآن
على امتداد 14 هكتارا بين الأشجار والأرضية المعشوشبة، 3 هكتارات منها، قسمت إلى 18 حديقة صغيرة مغروسة بأشجار ذكرت في القرآن الكريم، وبجانبها منابع المياه رائعة، وكل حديقة تختلف عن الأخرى، من اختلاف النباتات المغروسة فيها.
نظام المضاد للزلازل لحفظ المنشآة..
شيد جامع لجزائرر على أرضية جيولوجية مملوءة بالرواسب السطحية، وهذا المعطى التقني، لم ينفرط من حساب القائمين عليه كما تم تزويده بنظام المضاد للزلازل الذي يسمح بتقليل نسبة الشعور بالهزات الأرضية بنسبة 70 بالمائة بحيث تمتص الدعائم الموجودة أسفل الجامع الاعظم قوة الهزة الأرضية، ويتمتع هذا النظام الذي اعتمد لحماية هذا الصرح المعماري و الثقافي من اي كوارث محتملة بضمان يصل الى 80 سنة. ويخضع هذا النظام حسب القائمين عليه الى مراقبة دورية للوقوف عند مدى جاهزيته.
كما يضم هذا الصرح الديني على إدارة الحماية المدنية والأمن الوطني، وفضاءات للإطعام. ويضم المبنى 3 طوابق تحت الأرض مساحتها 180 ألف متر مربع مخصصة لركن أكثر من 6 آلاف سيارة، وقاعتين للمحاضرات مساحتهما 16 ألفا و100 متر مربع، واحدة تضم 1500 مقعد، والثانية 300 مقعد.
عدد أبواب جامع الجزائر
أبواب المدخل الرئيسي لقاعة الصلاة ثلاثة، مقوّسة، من دفتين مصفحتين بالنحاس، ارتفاعها 12 مترا وعرضها 8 أمتار، تزن الدفة الواحدة 9.5 طن، زُوّدت بمحركات تسيير مركزي للتحكم عن بعد.
الأبواب الداخلية
عدد الأبواب الداخلية لقاعة الصلاة 134 باب، منقوشة بطريقة مبهرة على خشب البلوط الصلب، ومنحوتة بزخارف هندسية ونباتية، جُهّزت بأنظمة مضادة للذُعر يتم فتحها أوتوماتيكيا في حالة الطوارئ.
الأبواب الخارجية
عدد الأبواب الخارجية 102، وهي مغطاة بصفائح النحاس المنقوش أو المضغوط، ملئت فراغاتها العمودية بزخارف نباتية متشابكة وزخارف خطية كتبت بالخط الكوفي الأندلسي.
التدوينة مصمم زخارف والأشكال الهندسية للمسجد الأعظم، عبد المالك موساوي لـ ” الحوار”: جامع الجزائر سمح لنا باكتشاف الأشكال الهندسية والزخارف جزائرية المنشأ ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.