بقلم: الأخصائي النفساني الدكتور أحمد قوراية
من عاجئب وغرائب الدنيا ان نرى أهل الكتاب، وأهل الملل الأخرى، ومن هم على غير ذلك تجدهم محافظين على لسناهم حالهم، ويفتخرون بلغتهم، ويعظمون من شأنها، ويحاولون قدر المستطاع جعلها لغة العلم والمعرفة، وأنها قادرة على استعاب علوم العصر، ويسعون بكل الأدوات والوسائل وبكل الطرق فرضها على باقي أقوام الأرض، ولنأخذ المحتل الفرنسي للجزائر الذي حاول بكل ما استطاع من قوة فرض ثقافته، ونشر لغته على نطاق واسع في الجزائر محاولا السيطرة الشاملة على الفكر الجزائري الذي أمن بالدين الإسلامي فدخلوا في فلكه أفواجا، وحافظوا على اللغة الناطقة به وهي اللغة العربية على حساب لغة الأم وهي الأمازيغية.
ورغم إغراءات حثالة فرنسا العدو إبان احتلالها للجزائر استبدال مكانة العربية واستبدلها بلغتها فيالوسط المجتمع لم توفق في ذلك أمام إصرار الشعب الجزائري الذي تمسك بلغته العربية،بفضل قلاعنا الحضارية من زوايا ومساجد التي كانت تصدح بالقرآن وحاربوا على ابقاء الإنسان الجزائري على دين الإسلام الحنيف والتحكم في اللغة العربية، يحسبهم السامع كأنهم عرب الأقحاح.
وبالمقابل للأسف الشديد يخرج إلى الواجهة المصابون بالعقد النفسية المتشابكة شوهت نسيج فكرهم إذ يعتبرون أن اللغة العربية بأنها لغة قاصرة، وأنها فقط لغة أهل شبه الجزيرة العربية وليست جامعة، ولا تستجيب لعلوم العصر، وعاجزة على احتواء العصرنة، وغير قادرة عن استيعاب لغة التكنلوجيا الحديثة، وأنها في مؤخرة ركب التطور، في حين أنه بالعودة إلى تاريخ الحضارة الإسلامية والعلماء المسلمين الذين درّسوا علومهم فيأشهر الجامعات الغربية كانت تدرس باللغة العربية على غرار علم الطب الذيظلت أوروبا تدرسهم لأبنائها الطلبة قرابة 400 سنة باللغة العربية، ضف إلى ذلك باقي العلوم الأخرى من الرياضيات، والجبر، والهندسة وعلم الفلك والفيزياء وغيرها والخوارزيات التي سطيرت على العالم اليوم ما هي إلا جزء من العلوم التي كانت تدرس باللغة العربية في وقت ما، وها هو الفكري الغربي اليوم جاء ليخبرنا أن اللغة العربية ليست لغة علم، وأثقل نفسية المتحدث بالعربية بالعقد النفسية، وأصبح يخجل من لغته، ويتوارى عنها، وتبنى لغة غيره وراح يعظمها، ووضع اللثام على اللغة العربية التي ليست فقط أنها تعبر عن الهوية كما قال العالم فريد الأنصاري ” أن اللغة العربية ليست فقط لغة الدين، بل هي الدين، وانتماؤها رباني لا بشري..”، إذن لغة الضاد هي وعاء حضاري، ولغة علم والتكنولوجيا، ومعرفة يقنة، ولغة الوحي الإلاهي، وهي لغة أهل الجنة، وليست مذلة.
التدوينة اللغة العربية ليست مذلة… إنما لغة علم وتكنولوجيا ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.