ومن بين أهم مظاهر هذا الاحتفال, تنظيم استعراض عسكري ضخم أشرف عليه رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, السيد عبد المجيد تبون, بحضور قادة ورؤساء ضيوف الجزائر من البلدان الشقيقة والصديقة, حيث تميز بأداء باهر ودقة عالية تعكس قوة واحترافية الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, الذي كسر شوكة المستعمر ورفع راية الوطن.
وكان رئيس الجمهورية قد أكد حرصه الشديد على أن يكون الاستعراض العسكري في مستوى أبعاد ورمزية الذكرى ال70 لاندلاع الثورة وفي مستوى تضحيات صانعيها وتعبيرا عن تعزيز الرابطة المقدسة بين الشعب وجيشه.
كما أبرز رئيس الجمهورية أن ثورة الفاتح نوفمبر المظفرة “تبقى نفحاتها الطيبة تثبت أن الجزائر التي انتصرت بالأمس على الاستعمار, تواصل بكل ثقة درب انتصاراتها بفضل أبنائها وبناتها الأوفياء لعهد الشهداء الأبرار”.
وتكتسي سبعينية اندلاع الثورة التحريرية التي يحتفى بها على مدار عام, قيمة ورمزية عميقة الدلالات وبليغة التعبير، لكونها تعكس التمسك بالهوية والذاكرة الوطنية وتؤكد على توطيد وتعميق التماسك بين أفراد المجتمع وتفاعله مع تاريخه والتفافه حول رموز دولته وقيم الانتماء الى الوطن.
وترجمة لهذه القيم، سطرت وزارة المجاهدين وذوي الحقوق برنامجا ثريا لإحياء هذه الذكرى عبر مختلف ربوع الوطن, بمساهمة 12 قطاعا وزاريا, على أن يستمر الاحتفال الى غاية الفاتح نوفمبر 2025.
وطوال هذه الفترة, سيغطي البرنامج محاور عدة من بينها نشاطات فنية وتاريخية، على غرار العرض التاريخي الملحمي “قبلة الأحرار” وثلاثة عروض تتعلق بالمسرحية التاريخية “حتى لا ننسى”, الى جانب العرض التاريخي الكبير بعنوان “روح الجزائر”, ناهيك عن العديد من النشاطات التي تقام في مختلف الولايات.
كما تم في اطار هذه الاحتفالية تسطير نشاطات علمية وأكاديمية وملتقيات وطنية ودولية وأيام دراسية وندوات دورية بهدف نشر المعرفة التاريخية وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي, علاوة على تكريم فئة المجاهدات والمجاهدين وأرامل الشهداء وأصدقاء الثورة الجزائرية وكذا تنظيم مسابقات تخص تاريخ الجزائر موجهة للناشئة والشباب بالتنسيق مع قطاعي التربية الوطنية والشباب والرياضة.
وموازاة مع هذا البرنامج، كرست وزارة المجاهدين وذوي الحقوق خلال سنة 2024 توجه الدولة في مجال العصرنة عبر رقمنة مجال الذاكرة بما يتماشى مع تطور التكنولوجيا، وذلك تسهيلا لتلقين ونقل تاريخ ومآثر الوطن الى الأجيال الصاعدة بطريقة حديثة وعصرية من خلال نظام معلومات يوطن قواعد البيانات والتطبيقات التي تشمل كل التفاصيل حول سيرة الشهيد أو المجاهد وأصدقاء الثورة الذين ساهموا في انتصارها.
ومن بين الانجازات المحققة خلال سنة 2024 في هذا المجال، إطلاق المكتبة الرقمية التاريخية التي تتضمن فهرسة مختلف الكتب والأعمال العلمية والمنشورات والمذكرات والأطروحات المتعلقة بتاريخ الجزائر في الفترة من 1830 الى 1962 وكذا تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين والمجاهدات على المستوى المركزي أو على مستوى المؤسسات تحت الوصاية, اضافة الى رقمنة الأفلام والأشرطة الوثائقية التاريخية.