بقلم: الدكتور أحمد قوراية
من محاسن كتاب التاريخ أنه يحفظ كل شاردة وواردة التي يقوم بها الإنسان خلال ممارسته الحياتية على وجه المعمورة، ودوّن كل سلوكاتنا الخيرة منها والسيئة، وعليه لو يتقيأ التاريخ الإنساني ما قامت به فرنسا من جرائم في حق الشعب الجزائري على مدار 132 سنة لحوّل العالم إلى بقعة نجسة لا يطهرها مياه الأنهار والمحيطات والبحار على تعدادها.
إن فرنسا التي كانت تدعي الديمقراطية، والحضارة، والثقافة العالية، والتقدم، والرقي الفكري، وحاولت مرارا وتكرارا أن تفهم العالم والشعب وتبرر استعمارها الاستطاني للجزائر الغرض منه نشر حضارتها الزائفة، إلا أن الزمن فضحها وقام بتعريتها وأبانها على حقيقتها أنها مجرد مجرمة في حق الإنسانية، قتلت,,, شردت… ونفت إلى بقاع موحشة مدمرة، واعتقلت وعذبت ونكّلت بأجساد الشهداء، وعلقتهم إلى جدع الأشجار كحيل للترهب وزرع الرعب في قلوب الساكنة، ولسان حالها يقول هذا جزاء من يخرج عن تعاليم فرنسا…
إن استرجاع الجزائر استقلالها بقي شوكة مغروزة في حلق فرنسا، فقضّ مضجعها، وشتت تفكبيرها وزعزع استقرارها … خيبة أمل وعقد نفسية التي أصبيت بهما فرنسا الإستعمارية جراء هزيمتها في الجزائر توارثهتها انظمتها الواحد تلوى الأخر وكبّلت فكر ساساتها وحكامها إلى راهننا اليوم. أكثر من ستين سنة من استرجاعنا للسيادة الوطنية، مازالت فرنسا تعاني من أثار الحمى التي أحرقت بدنها ومن الهذيان ما جعلها تتقفى أثار الجزائر وتتعقبها وتمطرها بكل أنواع الصفات والافتراءات والادعاءات التي تدل على حقدها الدفين وراح ساساتها الذين تلبستهم عقدة التطرف ينفثون سمومهم الذي هو من جنس سم الممبة السوداء على الجزائر.
أن انتصارات الجزائر على الصعدي الوطني والخارجي، وقضية استغناء عن قمحها وشعيرها، أقلق راحة فرنسا، ومازاد طين فرنسا بلة غرقها في ديون بلغت حناجر ساساتها وشلت أطراف نظامها، وزلزل قاعدتها الشعبية. أزيد من 3 ألاف مليار دولار هو حجم ديونها التي أثقلت كاهلها وخربت عقارب بوصلتها، وتذكرت بعدها مطمورة الجزائر التي أسكتت جوعها في زمن ما، ومدّتها بما تسد رمقها به، وتملأ معدتها الخاوية بخبز جزائري قبل احتلالها لها، فأصبحت مثل الحيوانات البرية في موسم الشتاء مخيف وبرد أوروبا القارس، حيث تعوي بين أحراشه هائمة في قفر تائهة بلا جدوى
إن جرائمك يا فرنسا لا تنتهي بالتقادم.. إن أرضك نصب فيها فضاء مخزي اسمه متحف الانسان الذي يحفظ بشاعة جرائمك وقبح أفعالك، ونار الغيرة التي تأكل جسدك… فضاء به جماجم لشهداء، حصدت رؤوسهم ألة فرنسا الوحشية كما يجنى الزرع في الحقول،،، 57 تجربة فُجِّرت خلالها 17 قنبلة نووية، أشهرها اليرابيع الأزرق، الأبيض، الأخضر . خلفت ورائها اشعاعات ما زالت تحصد الأرواح في جزائر الاستقلال جراء مخلفات تجاربها النووية التي شوهت جسد الجزائر لحد اللحظة،،، وإذا أرادت فرنسا أن تستذكر ماضيها الوسخ في الجزائر ما عليها سوى مشاهدة الفلمان الوثائقيان للمخرج السعيد عولمي هما: ” كاليدونا الجديدة” ونفي الجزائريين إليها وإبعادهم عن وطنهم الأم، وكذا ” كيان أو قصة جحيم” ، حيث تناول في هذا الأخير قصة الجزائريين المنفيين إلى غويانة الفرنسية وكيف عانى المنفيين إلى هذه الأرض التي تشبه جهنم تلظى تلتهم السجناء التهاما في ظروف أقل ما يقال عنها بأنها جحيم يترجم فكر فرنسا الذي تجاوز حدود البشاعة في حق شعب ذنبه الوحيد أنه رفض وجودها على أرضه
وستظل الجزائر واقفة بمؤسساتها ومسندة إلى رجالها، وماضية في تحقيق المزيد من الانتصارات…قافلة الجزائر تسير وفرنسا تعوي…
التدوينة انتصارات الجزائر أزعج وأتعب قلب فرنسا ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.