بقلم: الدكتور بوحوص بوشيخي

انجر عن 15 شهراً من القتال والتدمير الذي أحدثه الكيان الصهيوني الغاشم وعدوانه السافر على قطاع غزة خراب شامل ودمار متكامل الأركان يتطلب  سنوات من المعاناة لإعادة البناء والإعمار

تشيرالتقديرات أن تكلفة إعادة إعمار غزة تتراوح ما بين 30 إلى 80 مليار دولار، فقيمة الأضرار في البنية التحتية والطرق والجسور وشبكات الصرف الصحي و الكهرباء تقدر ب 18.5 مليار دولار، اما بالنسبة القطاع الصحة والمستشفيات تقدر اعادة بعث هذا القطاع على الأقل 10 مليارات دولار.

في حين بلغت تكلفة إزالة أنقاض القصف الإسرائيلي تصل إلى 700 مليون دولار وتستغرق عدة سنوات، كما خلفت الغارات الإسرائيلية نفوق 42 مليون طنا من الأنقاض في قطاع غزة

ووفق تقرير حديث لوكالة بلومبرج  أن إعادة بناء غزة يتطلب إصلاحاً شاملاً للبنية الأساسية المادية للقطاع، إضافة إلى إن جمع الأنقاض والتخلص منها ــ بعد انتهاء الحرب ــ سوف يشكل أهمية بالغة.

وبحسب التقديرات الأولية التي تشير إلى أن العملية في حدها الأدنى قد تستغرق ما بين 7 إلى 10 سنوات؛ نظرًا لحجم الدمار غير المسبوق الذي تعرض له القطاع بفعل العدوان الأخير، والتمويل المطلوب لإعادة الإعمار ضخم للغاية، إذ تتراوح التقديرات بين 30 إلى 40 مليار دولار، وهو مبلغ يتجاوز قدرة السلطة الفلسطينية أو أية دولة منفردة على توفيره، وأن تفاوت التقديرات المرتبطة بكلفة إعادة الإعمار. وذكرت مؤسسة راند الأميركية في دراسة سابقة أن كلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 80 مليار دولار، من بينها 700 مليون دولار لإزال الأنقاض وحدها.

من جهة أخرى وبحسب التقارير التي  أظهرت أن “الغارات الجوية الإسرائيلية خلفت أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض في مختلف أنحاء القطاع، وفقاً للأمم المتحدة”، وسوف تتعقد المهمة بسبب القنابل غير المنفجرة والمواد الملوثة الخطيرة والبقايا البشرية تحت الأنقاض، علما أن غالبية الأنقاض عبارة عن مساكن مدمرة، وتوزيعها في مختلف أنحاء القطاع يحاكي تقريباً الكثافة السكانية في غزة قبل الحرب، وأن أكثر من 70 بالمئة من مساكن غزة، التي استنزفت بالفعل في الصراعات السابقة، تضررت، إلى جانب المدارس والمستشفيات والشركات، وتقول وكالات الإغاثة إن أغلب سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة نزحوا عن ديارهم، وتكدسوا في شريحة صغيرة من الأرض على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، معزولين إلى حد كبير عن المياه العذبة والغذاء.

وبحسب مقاربتي أن تثمين النفايات والاقتصاد الدائري يكون من خلال خلق على مستوى قطاع غزة وحدات اقتصادية صغيرة تقوم بجمع النفايات الصلبة القابلة لاعادة التدوير مثلا بقايا حديد الخرازانة وهو يمثل ثروة وايضا بقايا الخشب والبلاستيك يمكن استرجاعها مما يخلق الالاف مناصب العمل وايضا يمكن لابناء القطاع انتاج الحديد في عين المكان من خلال مصنانع صغيرة ذات الافران 20الى 50طن، ويمكن تصدير بقايا الحديد خردوات  و مختلف النفايات من الخشب والبلاستيك الى مختلف بقاع العالم من اجل التدوير …وعلى مؤتمر اعادة إعمار غزة فيما تعلق بقضية زيادة المساحات، أي أن الكل يعلم ان قطاع غزة لا يتجاوز 36الف هكتار ،طول قطاع غزة في حدود 42كلم والعرض حوالي 12كلم وفي بعض المناطق 6كلم فقط، وعليه يمكن ربح مساحات جديدة من خلال الشريط الساحلي لقطاع غزة، بحيث نقوم بنقل النفايات الصلبة الى البحر مباشرة وهكذا على الأقل يمكن ربح خيلحان جديدة مصطنعة حتى 300هكتار، وكذا العمل على ربح مساحات جديدة في البحر الميت التي تبلغ مساحته حوالي 1000 هكتار اي تقريبا ثلاثة مرات قطاع غزة، حيث يمكن نقل النفايات الصلبة والركام ووضعه في البحر الميت، وهكذا يمكن ربح مساحة تمثل نصف مساحة قطاع غزة الآن اي حوالي 15الف هكتار، لكن ذلك مرهون بتجنيد بعد تجنيد كل الوسائل والدراسات الميدانية والجدوى الاقتصادية للمشروع ، خاصة أن البحر الميت لا يبعد عن قطاع غزة الا بحوالي 90كلم

نتمنى ان يتم تجسيد هذا المشروع على الميدان وتكون  قيمة الركام والنفايات نعمة على اهلنا في غزة فلسطين الشهداء، أمنيتي في الأخير أن يأخذ مؤتمر إعمار غزة بهذا المقترح الذي أراه مناسبا لإعمار غزة

 

التدوينة إعادة إعمار غزة … حبذا لو يكون بهذي الكيفية ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.