د- عطاء الله فشار
يشكل شهر رمضان في المدن الإسلامية تجربة فريدة، حيث تتحول الحياة اليومية إلى مشهد مفعم بالروحانية والتضامن الاجتماعي. تمتزج الأجواء الإيمانية بالعادات والتقاليد الخاصة بكل مدينة، مما يخلق طابعًا استثنائيًا يميز المدن الإسلامية عن غيرها خلال هذا الشهر الفضيل.
المساجد محور الحياة الرمضانية
في رمضان، تصبح المساجد القلب النابض للمدن الإسلامية، حيث تمتلئ بالمصلين منذ صلاة الفجر وحتى التراويح. تزداد حلقات الذكر وتلاوة القرآن، وتشهد بعض المساجد الكبرى توافد الآلاف لأداء صلاة التراويح والتهجد، كما هو الحال في المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، حيث يجتمع المسلمون من كل أنحاء العالم في أجواء إيمانية مهيبة.ويعرف المسجد الأقصى حركية غير عادية وروحانية طاغية رغم الاحتلال
الأسواق الرمضانية والمظاهر الاجتماعية
تنبض الأسواق بالحياة مع اقتراب موعد الإفطار، حيث تنتشر الأكشاك التي تعرض التمور والمشروبات الرمضانية والحلويات التقليدية، مثل الكنافة في بلاد الشام، والزلابية في المغرب العربي، وقمر الدين في مصر. يزداد نشاط الباعة المتجولين، وتتحول الشوارع إلى مساحات مفتوحة تحتضن موائد الإفطار الجماعي، حيث تجسد قيم التكافل والتراحم.
التكافل الاجتماعي ومبادرات الخير
يمثل رمضان فرصة لتعزيز التكافل الاجتماعي في المدن الإسلامية، إذ تنتشر موائد الرحمن التي تقدم الطعام للصائمين، وتتكثف أنشطة الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين. تبرز هذه المظاهر بشكل واضح في مدن مثل إسطنبول والقاهرة والدار البيضاء، حيث يحرص السكان على تقديم وجبات الإفطار للمارة والمسافرين.
ليالي رمضان وسهراته المميزة
تتميز ليالي رمضان في المدن الإسلامية بحياة ليلية نابضة تمتزج فيها العبادات بالأنشطة الاجتماعية. تنتشر جلسات السمر، وتزداد الزيارات العائلية، وتقام الاحتفالات الدينية، مثل المدائح النبوية في السودان، وليالي الأذكار الصوفية في المغرب، ومسابقات حفظ القرآن في العديد من الدول الإسلاميةمثل الجزائر
إن المدن الإسلامية تمثل في رمضان لوحة فريدة تمتزج فيها الروحانية مع العادات والتقاليد، حيث تعكس أجواؤها معاني الرحمة والتضامن الاجتماعي. وبينما يختلف التعبير عن هذه الأجواء من مدينة لأخرى، يبقى رمضان مناسبة توحد المسلمين بروحانيته وقيمه السامية، مما يجعل المدن الإسلامية أكثر حيوية وتألقًا في هذا الشهر المبارك.
التدوينة المدن الإسلامية في رمصان ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.