حاج بن دوخة
الصوم في رمضان ينمي في الشخص شعورا غريبا بالانتماء للمجتمع، ويُعزز مشاعر الأخوة والمساواة، فأداء الناس هذه العبادة يشعرهم بمشاركة المجتمع الإسلامي ذات الواجب، ويلهمهم عاطفة بناء وصمود، وفي الوقت ذاته يسدي للملتزم بهذه الفريضة استعدادا نفسيا وروحيا ينعدم في أمصار أخرى.
النفع النفسي للصيام
المقام الديني للصوم يتجاوز بكثير عتبة الإمتناع عن الأكل والشرب، إنه ترياق روحي وإشعاع حصري يمنح وصفات الإتزان والسكينة وتتجلى ثماره في:
تصفية الذهن:
يؤدي تخصيص الفرد وقته في رمضان للقيام بالعبادات والتقرب إلى الله إلى تصفية ذهنه، وشعوره بالاسترخاء والراحة والطمأنينة النفسية، فيعمد الكثير من الأشخاص إلى التوقف عن ممارسة كل ما له صلة بملهيات الحياة طمعا في استغلال كل لحظة في الشهر الفضيل للخير، فيعزفون عن مشاهدة المثيرات، وغيرها من منابر الإلهاء، والمحصلة بقاء الأذهان في حالة نقاء وصفاء.
كفاءة التكيف
يُساعد الصوم في رمضان على اتقان فن التكيف مع الظروف، وإدارة الوقت، ويمكننا بسهولة من فهم هذه القيمة حين ندرك أن الصيام يدفع بالناس إلى تغيير مجرى حياتهم اليومية بالكامل، وعندما يحدث هذا التحول ينجحون في الإندماج بشكل طبيعي في النظام والجدول الزمني الجديدين، ويسيرون على نحو يلبي القواعد الشرعية.
مسار بناءالشخصية
يعد الصوم مؤسسة لتحسين الشخصية المعنوية والروحية للإنسان، والغرض من هذه العبادة هو المساهمة في تطوير ضبط النفس، وتفعيل التنقية الذاتية، زيادة إلى إشاعة نزعة الرحمة وروح العناية والمشاركة، حيث يمنح هذا الشهر زمنا للراحة، ويوفر فرصا نادرة للتفكير في النفس والمستقبل والعائلات، كما يعد سانحة تزيل الغبن من كاهل الذكريات، وينسيها مؤقتا وزر المخاوف وثقل التوترات.
دروب الحب
من ثمار شهر رمضان، زراعة شجرة الحب الصادق، فحين يؤدي المسلم هذه العبادة فهو يقوم بها من محبة عميقة لله، والشخص الذي يحب الله هو شخص بلغ اليقين في معنى الحب، ولا أتحدث عن حجم الحظ وعن معيار الطالع.
عداد المزاج
يعد الصيام وسيلة فعالة لإعادة شحن الدماغ وتعزيز نمو وتطور الخلايا الدماغية الجديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط، وتشير الدراسات إلى أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد والتأقلم مع التغيير الحاصل، كما يعمل على تحسين المزاج، والذاكرة، والقدرة على التعلم.
عبادة الصيام فاقت بكثير جميع وصفات الأرض، وبينت قصور ودونية ترياق المخابر، إنها لمسة روح تزكي النفس وتطهر البدن وتسمو بالعبد إلى فضاء الصفاء وتتوجه بوسام القبول بل تسبح بعباد الله في علياء الصفاء الروحي.
التدوينة عيادة رمضان شفاء لكل إنسان ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.