ضمن سلسلة الدّروس الرّمضانية بالفضاء المسجدي لجامع الجزائر،
نصيرة سيد علي
استعرض الشيخ الدكتور محمد الشيخ في محاضرته التي ألقاها أمس بجامع الجزائر بعنوان ” يا باغي الخي أقبل… ويا باغي الشر أقصر” المفهوم الصحيح لمعنى هذه المحاضرة التي استستقاها من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، كما توقف عند إحدى المعاني الدينية التي قال بشأنها بأننا نحتاج أن نقف عندها في هذه المناسبة العظيمة، وأضاف الشيخ أقف معكم في هذه الليلة المباركة، من ليالي شهر رمضان الفضيل الذي يغشانا الله فيه برحمته الواسعة التي وسعت كل شيئ، من التوبة والمغفرة والعتقي من النار.
… ولله عتقاء من النار….
وقال الدكتور محمد الشيخ في محاضرته التي ألقاها ضمن سلسلة الدّروس الرّمضانية بالفضاء المسجدي لجامع الجزائر، بعنوان: “يا باغي الخير أقبل”، إن عنوان هذه المحاضرة جميل يليق بمقام هذا الشهر الكريم المبارك الذي يتجلى علينا فيه الله، وعنوان هذه المحاضرة مأخوذ من حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- وهو حديث صحيح أخرجه الإمام الترميذي وغيره، وعن أبي هريرية رضي اله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم- ” ، وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ، ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ” وذلك في كل ليلة، حديث صحيح وحديث عظيم، يبين لنا فيه – النبي عليه الصلاة والسلام- عظمة هذا الشهر الذي نحن فيه.. شهر الصيام.. شهر رمضان… شهر العروج إلى الله سبحانه وتعالى.
أبواب الجنة مفتوحة وأبواب النار مغلوقة في هذا الشهر الكريم
وواصل يقول الشيخ الدكتور محمد الشيخ في السياق ذاته، بنحو هذا الحديث أخرج الإمام البيدقي في سننه… عن ابن مسعود رضي الله عنه بنحو هذا الحديث غير أنه قال :” فتحت أبواب الجنة ولم يغلق فيها باب الشهر كله”، وهكذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم- أي طيلة هذا الشهر والقول بأن أبواب الجنة مفتوحة، والقول بأن أبواب النيران مغلقة له دلالة عظيمة ينبغي أن نعيش فيها ونعيش في ملكوتها.
إن الله أعطى الإنسان المسلم قوى لا يمتلكها خارج رمضان
وقال القاضي عياض رحمه الله وهو يشرح هذا الحديث يضيف ذات المحاضر ” صفدت الشياطين ومردة الجن” يتحدث عن هل هو على ظاهره وهو رأي من الأراء، أم أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان أن يعرج إلى الله بكل يسر، لماذا؟ لأن اللع تعالى أعطى للإنسان المسلم في هذا الشهر قوة لا يمتلكها في غير رمضان، وأعطاه قوة على فعل الطاعات لا ينشط لها في غير رمضان، وأعطاه قوة على البعد عن الآثام والمعاصي، قدرة لم يعطها في غير رمضان، هذا هو المعنى الذي أراده النبي – صلى الله عليه وسلم-
وتبقى الرحمة منتشرة لتعم على جميع الناس
هذا، وأوضح الشيخ محمد الشيخ في معرض حديثه، قال يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى الملائكة لمنع الشياطين .. ويحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى كثرة العفو والثواب سيما أن رواية وردت في صحيح مسلم :” فتحت أبواب الرحمة” فالرحمة باقية ومنتشرة، ” يا باغي الخير أقبل”، وأضاف الأستاذ محمد الشيخ يقول حين نتمعن في لفظ هذا الجزء من الحديث ” يا باغي الخير أقبل” تحمل دلالات هذه الكلمات، واللغة العربية تحمل من الأوجه الشيء الكثير، ويفهم من الكلمة الواحدة معاني متعددة ومختلفة، كأنما يريد النبي – صلى الله عليه وسلم – إن أبواب الخير مفتوحة على مصاريعها، لمن أراد بمجرد أنه يحاول فإنه يصل، لأن الأمر حسبه لأن الأمر مفتوح إلى جميع الناس.
إدراكنا لشهر رمضان هو الخير كله للمسلم
وأضاف الدكتور محمد الشيخ يقول عندما قال النبي – صلى اله عليه وسلم- :” يا باغي الخير أقبل” فإن في ذلك إشارة إلى ألوان من الخير ينبغي أن ينتبه إليها المسلم… وقد يعرفها الكثير من الناس، لكنها متفرقة في الذهن غير مرتبة، لابد أن نسأل لماذا أقبل؟، بمعنى أن شهر رمضان أقبل، وماذا يعني أن شهر رمضان من ناحية الخير الذي نتحدث عنه، مشيرا إلى أن أول نقطة نتحدث حول هذا الخير الذي يعم الناس في شهر رمضان هو أنه مجرد إدراك شهر رمضان يعد محطة عظيمة بالنسبة للمسلم مع الله تعالى…
التدوينة الدكتور محمد الشيخ: يشرح المعاني الدينية للحديث ” يا باغي الخير أقبل” ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.