في إطار زيارتها الميدانية إلى ولايات الجنوب الكبير، حلت يوم السبت البعثة الاستعلامية للجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بولاية عين قزام، برئاسة السيد عفيف إبليلة، رئيس اللجنة. وقد كان في استقبال الوفد والي الولاية، السيد فيصل عمروش، بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات المحلية.
في كلمته الترحيبية، أشاد والي ولاية عين قزام بزيارة الوفد واهتمام السادة النواب بهذه الولاية الحدودية التي تواجه تحديات خاصة. وأشار إلى صعوبات الولاية في تحقيق بعض المشاريع التنموية، خاصة في قطاع التربية، بسبب مشاكل تتعلق بالسكن وبعد المسافات. كما قدم لمحة عامة حول أهم البرامج التنموية والمشاريع المسطرة، داعيًا النواب إلى دعم الولاية للحصول على تمويلات خاصة تفك العزلة عنها.
من جهته، أكد السيد عفيف إبليلة أن زيارة البعثة الاستعلامية تأتي بتوجيه من السيد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، الذي يولى اهتمامًا كبيرًا لدور هذه البعثات في الاطلاع على الواقع ورصد الانشغالات. وأوضح أن الهدف من الزيارة هو الوقوف على أوضاع قطاعي التربية والشؤون الدينية والاستماع إلى المعنيين بهما.
تنقلت البعثة لزيارة عدد من المؤسسات التربوية، من بينها مدرستان ابتدائيتان، ومتوسطة، وثانوية بمدينة عين قزام. وخلال الجولة، استمعت البعثة إلى انشغالات الأساتذة والمعلمين التي تركزت حول مشاكل السكن الوظيفي، ما أدى إلى استقالة العديد منهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة. كما أثار الأساتذة، وخاصة الإناث، مشكلات تتعلق بنقص الوسائل البيداغوجية، وصعوبة التنقل بسبب بعد المسافات بين بلديات الولاية، وهو ما أثر سلبًا على انتظام الدراسة وحضور التلاميذ والأساتذة.
وفي ختام الجولة، سجل أعضاء البعثة نقص التجهيزات وتدهور بعض الأقسام داخل المؤسسات التربوية، وأكدوا نقل هذه الملاحظات إلى الجهات المعنية للتكفل بها.
كما زار اعضاء البعثة المسجد العتيق لمدينة عين قزام والمسجد الجديد الذي يتسع لألف مصلٍ. واستعرض مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية وضع القطاع، مشيرًا إلى وجود 5 مساجد و3 مشاريع لبناء مساجد أخرى بتمويل من المحسنين، بالإضافة إلى زوايا كونتا الغربية والشرقية. وطرح مدير القطاع انشغالات تتعلق بالحاجة إلى مساكن وظيفية للأئمة والطلبة، إضافة إلى طلب رفع التجميد عن مشروعي مدرستين قرآنيتين.
ومن المقرر أن يواصل وفد البعثة الاستعلامية جولته يوم الأحد بزيارة منطقة تينزاوتين لمعاينة مؤسساتها التربوية والدينية، والاستماع إلى مزيد من الانشغالات في هذه المناطق الحدودية ذات الخصوصيات المميزة.