باتت معالم تقييم الأعمال الدرامية خلال ها الموسم واضحة و ممكنة هذه الأيام، حيث أصبحت معظم الأعمال المعروضة في ذروة “العقدة” و التي ستكشف مدى نجاح المعروض من استقطاب المشاهدين و النقاد، و تقييم مهارة الكتاب و المخرجين، و كذا الممثلين.

مبدئيا يعتلي مسلسل ” الدامة ” عرش الدراما لهذه السنة و الذي استطاع مخرجه يحيى مزاحم من خلق جدل واسع قد يكون مقصودا بين المشاهدين و الذين بلغ عددهم الملايين منذ الأيام الأولى، حيث حاول من خلاله تسليط الضوء على تجارة المخدرات، و بعض الظواهر المرتبطة بها و تأثيراتها على المجتمع، حيث يمكن القول بأن الدامة يندرج ضمن الأعمال الواقعية، و لا يظهر أي جهد كبير في “النص” سوى كونه سردا ليوميات يعرفها المواطن جيدا، بل تكاد تكون القصة عادية، لكن مهارة الفريق بما فيهم الكاتبة، جعل من العمل “مثيرا للجدل”، و اعتمد كثيرا على هذه النقطة للشهرة و النجاح.

من جهة أخرى سجل المخرج جعفر قاسم حضوره من خلال سلسلة “دار لفشوش”  و التي تعتبر نقلة نوعية في طريقة عمل “قاسم” الذي قدم لنا أسرة برجوازية تعيش حالة صدمة بعد وصية الجد بتخصيص نصف ميراثه لحفيده ” لحلو” الشاب الفقير، الذي غير قوانين العائلة الارستقراطية، اعتمد جعفر قاسم على كوميديا الموقف، التي نجح فيها إلى أبعد الحدود، رغم أن فكرة القصة مستهلكة، حيث راهن قاسم على الرمزية التي أصبحت سمته البارزة، مثل حلقة اختيار “الشيف طباخ” التي تشبه إلى حد كبير ظروف اختيار مدرب للمنتخب الوطني .

لكن المفاجأة في مسلسل البطحة الذي برز بشكل ملحوظ في هذه الأيام، حيث استطاع وليد بوشباح تقديم توليفة جديدة لم يعهدها المشاهد الجزائري منذ سنوات الراحل سيراط بومدين رحمه الله من خلال ما يسمى بالكوميديا السوداء، حيث تتزاوج الكوميديا بالتراجيديا .

في انتظار اكتمال الصورة من خلال القفلات ، يمكننا أن نقول بأن هذا الموسم الدرامي قد جاء أفضل قليلا من الموسم السابق .

التدوينة بورصة الدراما الرمضانية، ارتفاع أسهم البطحة ظهرت أولاً على الحوار الجزائرية.