وقال السيد أندرسون، وهو أحد هؤلاء الأجانب، خلال لقاء بادرت بتنظيمه الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية إن "الجزائر كانت دائما ممتنة للأجانب الذين ساعدوها خلال حربها التحريرية، التي تمثل بالنسبة لي درسا في الحياة".
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن حوالي 700 ألف فرنسي اختاروا دعم القضية الوطنية بشكل فعال، منهم 5 آلاف على الأراضي الفرنسية، مستشهدا بجنود رفضوا الخدمة وآخرين فروا منها، ومن قدموا الدعم اللوجستي مثل "شبكة جونسون" و"حملة الحقائب".
كما أكد على رغبته في "التحدث باسم جميع المجهولين، الذين اختفوا اليوم، والذين قدموا دعمهم للجزائريين", معربا عن أسفه لأن "المؤرخين الفرنسيين، الذين لا يرون في موضوع فرار الجنود الفرنسيين وتمردهم موضوعا جديرا بالاهتمام، يقدمون نفس الأسماء".
من جهة أخرى، أوضح المتحدث أنه خلال لقاء المناضلين الجزائريين، اكتشف "رجالا ونساء استثنائيين مستعدين لكل التضحيات".
وأشاد السيد أندرسون في السياق ذاته "بالنضال السياسي والدبلوماسي والإعلامي الذي خاضه الجزائريون إلى جانب الكفاح المسلح", مما سمح، على حد قوله، بكسب تأييد الرأي العام الدولي لقضيتهم، وجعل العالم يدرك "التعذيب المنهجي والمنظم" الذي مارسته فرنسا الاستعمارية.
من جانبه، أشار السفير السابق والرئيس الحالي للجمعية الدولية لأصدقاء الثورة الجزائرية، نور الدين جودي، إلى أن "الجزائر تفرق دائما بين الشعوب والحكومات، التي كانت في بعض الأحيان تتصرف بشكل غير مقبول".
واستطرد يقول إن فريدي-نيلس أندرسون "دعم الثورة الجزائرية المجيدة قبل أن يلتقي بأي جزائري".