وأبرز هؤلاء الكتاب, في ندوة بعنوان "الكتابة, الذاكرة, أو كيف نمجد شهداءنا" من تنظيم المؤسسة الوطنية للإتصال والنشر والإشهار, أهمية سرد يوميات الثورة التحريرية بأحداثها ورموزها من أجل الحفاظ على الذاكرة التاريخية وحمايتها من النسيان وإيصالها للجيل الجديد تعزيزا للهوية الوطنية.
وفي هذا الإطار, تطرق الروائي محمد ساري إلى تجربته في تناول هذه الفترة المفصلية من تاريخ الجزائر من خلال عمله الروائي "نيران وادي عيزر" الذي يتحدث عن الإبادة الفرنسية للجزائريين بالنابالم وتهجيرهم الجماعي في السنوات الأخيرة للثورة التحريرية والزج بهم في المحتشدات.
وأوضح ساري أن الرواية "مبنية على شهادات حية لسكان منطقة شرشال", و"تروي آلام الجزائريين تحت التعذيب والتنكيل" الذي مارسه الفرنسيون, مضيفا أنها تقدم أيضا "نظرة تاريخية عن مدينة شرشال خلال السنوات الأخيرة للثورة التحريرية وأيام الاستقلال الأولى, من خلال سيرته الذاتية بهذه المدينة الساحلية ..".
ومن جهته, تطرق المؤرخ محمد هواورة لأهم مضامين كتابه "يمينة عوادي .. البطلة المنسية" وأدق تفاصيل المسار النضالي للشهيدة يمينة عوادي زوجة الشهيد الحاج احمد عوادي الذي سقط في ميدان الشرف في 1957 بشرشال, مشيرا في سياق كلامه إلى أهم محطاتها النضالية منذ انضمامها المبكر لصفوف الثورة.
ولفت إلى أن جبهة التحرير الوطني قد أسندت لها مسؤولية تسيير خلية شرشال التابعة للتنظيم السياسي والعسكري لجيش وجبهة التحرير الوطني, وهو منصب "نادرا ما يسند لإمرأة", حيث "نجحت في تجنيد النساء والرجال لدعم الثورة ميدانيا قبل أن يلقى القبض عليها من قبل العدو الفرنسي في أكتوبر 1957".
وقد تم تعذيب الشهيدة, المعروفة باسمها الثوري "زليخة", وهي أم لأربعة أطفال, بغرض استنطاقها إلا أنها بقيت صامدة وثابتة إلى غاية استشهادها في مرتفعات بلدية مناصر بالقرب من شرشال دون أن يعرف لها إلى اليوم أي قبر يضمها بعد أن تم التنكيل بجثتها وإخفاؤها من طرف المستعمر بإحدى غابات شرشال, يضيف المتحدث.
وأوضح الكاتب أنه قام بجمع هذه المادة التاريخية "من أجل الحفاظ على ذاكرة هذه المرأة الجزائرية الشهيدة" التي تشكل حياتها "ملحمة", كما قال, وذلك "اعتمادا على شهادات حية بعضها لابنتها وأخرى لضابط سابق في جيش التحرير", مضيفا أن الأديبة آسيا جبار قد خصت يمينة عوادي بكتاب يحمل عنوان "امرأة بلا قبر" إحياء لبطولتها وتضحياتها من أجل الوطن.
وأشار بدوره المجاهد أرزقي آيت ميمون إلى مؤلفه الموسوم "فجر الشجعان" الذي سلط من خلاله الضوء على أسماء الشهداء والمجاهدين خلال معركة الجزائر 1957 والأجواء التي ميزت حي القصبة العريق ومدينة الجزائر خلال الثورة التحريرية.