الجزائر - شكل موضوع "قراءة في اتفاقيات إيفيان 18 مارس 1962", محور ندوة تاريخية نظمها التجمع الوطني الديمقراطي, سهرة أمس الاثنين, تم خلالها تناول مختلف الأبعاد المتعلقة بهذه الاتفاقيات.

وخلال هذه الندوة الفكرية التي شهدت حضور أعضاء المكتب الوطني للحزب ومناضليه وثلة من الأساتذة الجامعيين, أكد الأمين العام للحزب, السيد مصطفى ياحي أن هذا الموعد يمثل "منصة للنقاش وتبادل الرؤى, في ظل التحولات المتسارعة والمعادلات غير المسبوقة التي يشهدها العالم", معتبرا أن إجراء قراءة في اتفاقيات إيفيان "يأتي في سياق يفرض علينا التفكير في العلاقات الجزائرية-الفرنسية من منظور تاريخي, بالرجوع إلى المرجعية السياسية والقانونية التي تأسست عليها والمسار الذي عرفته بعد الاستقلال".

وشدد في هذا الشأن على أن هذه الاتفاقيات "لم تكن مجرد معاهدة عابرة, بل ثمرة حرب تحرير وطني مجيد خاضها الشعب الجزائري بكل بسالة وإصرار لنيل استقلاله, قدم خلالها قوافل من الشهداء وضحى بأغلى ما يملك من أجل الحرية ليكتب واحدة من أفضل صفحات الكفاح ضد المستعمر الغاشم".

كما جاءت هذه الاتفاقيات أيضا -- يضيف الأمين العام للحزب-- لـ"ترسم و تؤسس لملامح العلاقات بين البلدين, مع تحديد معالم التعاون بينهما بعد عقود من الاستعمار الغاشم".

وفي سياق ذي صلة, ندد السيد ياحي بـ "محاولات حصر اتفاقيات إيفيان في قضايا الهجرة أو التنقل البشري", ما ينم --مثلما أكد-- عن "رؤية ضيقة وسطحية وتوظيف سياسوي من اليمين المتطرف يتجاهل الحقيقة التاريخية والسياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمضامين هذه الاتفاقيات".

وسجل في هذا الصدد رفض حزبه لـ" لغة الابتزاز والمساومة والضغط التي يرددها اليمين الفرنسي المتطرف وأبواقه الإعلامية", مثمنا في المقابل "المواقف المتزنة والحكيمة لبعض التيارات والشخصيات السياسية والإعلامية الفرنسية التي ترفض لغة التصعيد العدائية وتراعي عمق العلاقات بين البلدين".