بيئة/مؤسسات : الاستثمار في التنوع البيولوجي هو ضمان لاستمرارية النشاط الاقتصادي

الجزائر  - دعت وزيرة البيئة و جودة الحياة, نجيبة جيلالي, اليوم الخميس بالجزائر العاصمة, المؤسسات الاقتصادية للاستثمار في الحفاظ على التنوع البيولوجي, معتبرة أن الاستثمار في هذا المجال من شأنه حماية الموارد الإنتاجية للمؤسسات ومنه ضمان استمرارية نشاطها الاقتصادي.

وأوضحت الوزيرة خلال إشرافها على ورشة إعلامية وتحسيسية, لفائدة ممثلي المؤسسات الوطنية و الدولية, حول الاستراتيجية ومخطط العمل الوطنيين للتنوع البيولوجي ومواءمتهما مع  إطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي أن "الاستثمار في الحفاظ على التنوع البيولوجي لا ينبغي اعتباره مجرد تكلفة إضافية بل هو استثمار مستدام يضمن استمرارية النشاط الاقتصادي ويحسن القدرة التنافسية في الأسواق العالمية التي باتت أكثر طلبا على المنتجات البيئية".

وقالت الوزيرة : "نؤمن بأن الشركات التي تستثمر في الحفاظ على التنوع البيولوجي لن تحمي فقط مواردها الإنتاجية, بل ستتمكن أيضا من تعزيز تنافسيتها في الأسواق المحلية والدولية", معتبرة أن الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص تشكل حجر الأساس لنجاح الجهود الوطنية في هذا المجال.

وفي هذا الإطار, دعت الوزيرة الشركات الاقتصادية إلى المساهمة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي, باعتبارها فاعلا اقتصاديا يؤثر بشكل مباشر أو غير م باشر على التنوع البيولوجي والنظم البيئية.

كما أكدت على أهمية انخراط القطاعين العمومي والخاص في تحقيق هذه الاستراتيجية, مشيرة إلى أن الشركات تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على خدمات النظم البيئية. وذكرت السيدة جيلالي بالمناسبة بالتزامات الجزائر الدولية في مجال البيئة من خلال اعتماد استراتيجيات وخطط عمل وطنية لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي, كان آخرها الاستراتيجية والخطة الوطنية 2025-2030, التي تتماشى مع الأهداف العالمية.

وأضافت أن هذه الاستراتيجية أُعدت وفق نهج تشاركي ومندمج, حيث تم إشراك جميع القطاعات, بما في ذلك المجتمع المدني, مع إتاحة المجال للمواطنين عبر البوابة الإلكترونية الرسمية للوزارة لضمان مقاربة متجانسة تستجيب لتطلعات مختلف الفاعلين. وشددت على أن هذه الاستراتيجية, إلى جانب تأكيدها على التزام الجزائر بالحفاظ على التنوع البيولوجي, تبرز أهمية العمل الجماعي والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية لضمان نجاحها وتنفيذها على أرض الواقع.

من جهتها, أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر, ناتاشا فان رين, على أهمية هذه الورشة التي تساهم في تعزيز الحوار والتوعية حول الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي, والتي تندرج في إطار اتفاق كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 2022, ويحدد خارطة طريق للحد من التهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي.

وأوضحت أن الهدف الأساسي للورشة يتمثل في وضع خطة لحماية وتعزيز التنوع البيولوجي في الجزائر, مع توج يه هذه العملية لتتماشى مع أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي.

وخلال أشغال الورشة, حذر المتدخلون من أن فقدان التنوع البيولوجي في العالم بلغ مستوى غير مسبوق في تاريخ البشرية خلال الخمسين سنة الماضية, مما أدى إلى تدهور النظم البيئية وارتفاع معدل انقراض الأصناف بمقدار ألف مرة مقارنة بالمعدل الطبيعي, داعين إلى ضرورة التحرك للتصدي لهذه التحديات البيئية. وشهد اللقاء حضور مدراء عامين وممثلي المؤسسات العمومية والخاصة الوطنية والأجنبية في الجزائر, إلى جانب ممثلي مختلف القطاعات الوزارية, حيث تم تقديم ومناقشة الآليات التي تضمن مساهمة الشركات في تنفيذ الاستراتيجية, إضافة إلى الاتفاق على إطار مشترك يضمن استدامة مشاركة الشركات في حماية التنوع البيولوجي.