الجزائر- عرف المنتوج المحلي في مجال التغليف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة, جعله يفرض نفسه كخيار رئيسي في السوق الوطنية, ويتجه في كثير من الأحيان نحو التصدير إلى دول أخرى, وهو ما عاينته /وأج/ عبر مختلف أجنحة الصالون الدولي للأغذية والتغليف, الذي تقام طبعته الرابعة من 11 إلى 14 فبراير بقصر المعارض بالجزائر العاصمة.

وأكد فيصل ميموني, ممثل شركة ماجيتيك, المتخصصة في صناعة الملصقات على الورق المصنع والطبيعي, أن وجود منافسين أجانب في المجال لم يمنع شركته ومثيلاتها من الحصول على إقبال كبير ومتزايد من طرف المتعاملين الاقتصاديين, "الذين أدركوا أن اعتماد الأغلفة المنتجة محليا أحسن من تلك المستوردة, حيث يربحهم الوقت والسعر والمرونة في الخيارات والكميات".

وتابع بأن استهلاك التغليف المحلي "يسمح للمتعامل باقتناء كميات قليلة منه و تجريبها على منتج ما, ثم متابعة ردة الفعل في السوق, قبل إجراء تعديلات على الغلاف ان اقتضى الأمر, وهو ما لا يسمح به أي مورد أجنبي يفرض كميات كبيرة في كل طلبية".

وأوضح ممثل المؤسسة, التي تشارك في الصالون للمرة الثالثة, أن توجه الدولة ودعمها للصناعة المحلية أعطى ثماره, و سمح بوجود مواد تغليف من هذا المستوى في السوق.

وعلى مستوى جناح مؤسسة "لوكارفور دو لومبالاج", الناشطة في مجال بيع العبوات الزجاجية وتصنيع أغطيتها الحديدية والبلاستيكية, منذ 25 سنة, أوضح ممثلها أن نقطة القوة التي تعتمدها الشركة لتوفير تعليب بتكاليف منخفضة مقارنة بالتعليب المستورد هو تسويق كميات حسب طلب كل الزبائن, حيث يمكن لمؤسسة مصغرة طلب 100 عبوة لتنطلق في أول يوم عمل, مما يشجع على الاستثمار".

وفي السياق نفسه, يرى ياسين, وهو زائر يسير وكالة اتصال, جاء للبحث عن غلاف لأحد منتجات زبائنه, أن زيارة هذا الصالون أعطته الفرصة لشراء كمية قليلة من الأغلفة لا تتجاوز الألف وحدة, عوض شراء 10 آلاف في الوضع العادي, وهو ما يعطيه مرونة في تسويق منتوجه.

وأشاد المتحدث ب"الجودة والتنوع" الذي بات يتمتع بهما المنتوج الجزائري الذي "أصبحنا نستخدمه حصريا أنا وزبائني".

أما زينب, طالبة, فأبدت إعجابها بالتطور الكبير للعتاد الصناعي المعروض, لاسيما ذلك الخاص بالغربلة. وتعرف أجنحة الشركات المسوقة لهذا النوع من العتاد المستورد إقبالا يعد الأكبر في الصالون, حيث يقصدها مختلف المتعاملين الاقتصاديين المهتمين بتطوير نشاط التغليف والتعليب.

       

                                               الحفاظ على البيئة محور اهتمام الزوار

 

ويولي العديد من منتجي مواد التغليف اهتماما بالحفاظ على البيئة بدرجات مختلفة, في الوقت الذي جعل البعض منهم البيئة أساس نشاطه, على غرار مؤسسة "صاك بيو", التي تختص في تصنيع الأكياس الورقية المستعملة في الصناعات الغذائية أو الموجهة للتسوق, منذ نشأتها قبل ثلاث سنوات.

وتستعمل هذه المؤسسة ورقا قابلا للاسترجاع وحبرا مائيا وغراء صديقين للبيئة ومصنعين محليا, لتوفير منتج يصدر لثلاث دول في الخليج العربي, ويسعى لدخول الأسواق الأوروبية, حسب ما أفاد به مدير المشتريات لدى الشركة, نصر الدين بوعبد الله.

ورغم وجود طلب محلي على منتجات الشركة, خاصة في صناعات النسيج, "إلا أن البلاستيك يبقى مسيطرا على أكياس التغليف, والأمر يستغرق وقتا ويتطلب جهودا أكبر في التوعية للتحول نحو استخدام الورق, لا سيما في المجال الغذائي", حسب ممثل الشركة الذي دعا أيضا إلى توفير المادة الأولية لكي يصبح المنتوج جزائريا 100 بالمائة.

من جانبها, تختص شركة "باري أومبالاج", التي تنشط منذ 4 سنوات, في التعليب باستخدام الورق بكل أنواعه وأشكاله, وخاصة الأكياس الورقية التي تعتبر منتجها الرئيسي, وفقا لمديرة تسويقها, مريم طالبي.

وتعد هذه الأكياس قابلة للتحلل الحيوي, وهو طريقة طبيعية لإعادة تدوير المواد عند تحولها إلى نفايات, حيث تتحلل بفعل البكتيريا والفطريات والحشرات, ويصبح تأثيرها على البيئة منعدما.

وأكدت السيدة طالبي أن "الشركة تحاول أن تساهم في تطبيق الالتزامات الدولية في المجال البيئي, ففضلا عن المنتوج القابل للتحلل الحيوي, لا يخلف نشاط الشركة أية نفايات, حيث تسترجع كل الزوائد لإعادة استخدامها لاحقا. كما يستخدم في عملية الإنتاج حبر مائي للتزيين لا يضر البيئة ولا الإنسان, مع العمل بغراء ومواد أخرى مصنعة محليا وصديقة للبيئة".

من جانبها, أكدت زهوة, طالبة بالمدرسة العليا لعلوم الغذاء والصناعات الزراعية الغذائية, أن هدفها الرئيسي من الزيارة هو التعرف على المنتجات الصديقة للبيئة والقابلة للاسترجاع وللتحلل الحيوي, معبرة عن رغبتها في أن تصبح هي أيضا ضمن الجيل القادم من المساهمين في هذا المجال وفي هذه الجهود, بعد النجاح في دراستها مستقبلا.