وأبرز المشاركون في هذا اللقاء ضرورة تفعيل وتحديث التعاون المشترك بين البلدين لتحسين إدارة الأخطار الطبيعية والتكنولوجية, ذات الصلة بمهام جهاز الحماية المدنية.
وفي هذا الإطار أكد المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف في كلمة الإفتتاح "أن هذ الإجتماع الثنائي السنوي لأعضاء اللجنة التقنية يأتي لترقية وتطوير التعاون المشترك في مجال الحماية المدنية تجسيدا للإرادة السياسية لرئيسي البلدين السيدان عبد المجيد تبون وقيس سعيد, اللذان أرسيا أسس وقواعد صلبة للتعاون المشترك لمواجهة التحديات والرهانات المستقبلية, وهو ما يسمح بتجسيد طموح الشعبين اللذان يربطهما تاريخ ومصير نضالي مشترك".
وأشار العقيد بوغلاف أن التعاون الجزائري - التونسي في مجال الحماية المدنية الذي يرجع تاريخه إلى سنة 1985, "أصبح نموذجا يحتذى به على الصعيد الإقليمي والدولي" مما يستلزم, مثلما قال, ''ضرورة تفعيل وتحديث التنسيق المشترك لتحسين إدارة الأخطار الطبيعية والتكنولوجية'', إضافة إلى نشاطهما الدؤوب داخل المنظمة الدولية للحماية المدنية, لاسيما أن البلدين عضوان في المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية المدنية, بحيث ساهما بخبرتهما وتجربتهما الطويلة في ترقية وتطوير أعمال هذه الهيئات.
كما أبرز المدير العام للحماية المدنية أن إجتماع اللجنة التقنية الثنائية المشتركة الجزائرية-التونسية في مجال الحماية المدنية بالجزائر، يكتسي ''أهمية بالغة بالنسبة للقطاعين, لأنه يستهدف تحقيق تنسيق الجهود لمواجهة مختلف الكوارث والأخطار المحدقة ببلدينا, بصفة عامة, وعلى مستوى الولايات الواقعة على الشريط الحدودي للبلدين بصفة خاصة, وهذا لضمان السكينة والطمأنينة والأمان لمواطني البلدين''.
وأكد أيضا أن التعاون الجزائري-التونسي في مجال الحماية المدنية عرف في السنوات الأخيرة , "قفزة نوعية" من خلال تجسيد عدة عمليات منبثقة عن الإجتماعات الدورية المنعقدة في الجزائر وتونس.
وفي هذا الإطار ذكر العقيد بوعلام بوغلاف بالعملية الخاصة لمكافحة حرائق الغابات المندلعة على الشريط الحدودي للبلدين خلال الأربع سنوات الأخيرة, وتنظيم مناورات ميدانية لمواجهة حرائق الغابات والزلازل والفيضانات بكل من الجزائر وتونس, بمشاركة فرق الحماية المدنية للبلدين.
ومن جهته إعتبر المدير العام للديوان الوطني للحماية المدنية التونسية عبد الصمد بن جدو, ''أن هذا اللقاء الثنائي إستمرار للتقاليد الراسخة بين البلدين للتعاون والتنسيق المشترك في مجال الحماية المدنية, مما يسمح بتطوير وتحسين مهارات المنتسبين إلى هذا الجهاز للبلدين بما يتماشى والمستجدات الإقليمية والدولية".
وفي السياق ذاته دعا ذات المتحدث, إلى ''الإستثمار في التكنولوجيات الحديثة في مجال الحماية المدنية, بما يسمح بتحسين أداء هذا القطاع الحيوي والحساس, ذي الصلة المباشرة باحتياجات وأمن المواطن في الوقاية من الأخطار والكوارث الطبيعية والمناخية''.
واتفق أعضاء اللجنة التقنية الثنائية المشتركة الجزائرية-التونسية في مجال الحماية المدنية عقب أشغال عمل اللجنة على أن يرتكز التعاون المشترك على خمسة محاور والتي تتمثل في النصوص القانونية والتنظيمية, وتحيينها, والوقاية والتوعية من مختلف الأخطار باستخدام وسائل حديثة, والإستغلال والتحضير العملياتي المشترك و التكوين من خلال مشاريع توأمة بين المدارس الأكاديمية البيداغوجية للحماية المدنية و تكثيف الأنشطة الرياضية والثقافية والإجتماعية .