ويلاحظ في الآونة أن هؤلاء الشباب يقومون, منذ اليوم الأول من الشهر المبارك, بتأدية نشاطهم بكل تفان جنبا إلى جنب مع متطوعي المنظمات والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والخيري المنتشرة عبر مختلف بلديات الولاية.
فإلى جانب حضورهم اللافت خلال الأسبوعين الأولين من شهر رمضان عبر تجسيد مبادرات تضامنية, برزت مختلف فرق "ناس الخير" هذا الموسم من خلال إطلاق مبادرة نبيلة تحت شعار "مائدة الرحمة", يتم تنظيمها في أجواء أسرية, داخل مطعم واسع يتواجد بمنطقة "الموزينة" ببلدية الخروب, والذي يتحول مع اقتراب موعد الإفطار إلى ملتقى إنساني دافئ يجمع أشخاص بدون مأوى و مسافرين و أسر و طلبة جامعيين, وأحيانا عمال قادمين من ولايات مجاورة.
وأوضح الأستاذ لمين مسعي, المسؤول عن هذه المؤسسة, أن عدد الوجبات الساخنة المقدمة منذ بداية شهر رمضان تجاوز 3700 وجبة, منها أزيد من 1500 وجبة تم تقديمها على الطاولات, فيما تم توزيع 1200 أخرى على شكل وجبات محمولة.
وجبات ساخنة لفائدة المرضى بالمستشفيات
منذ انطلاق الشهر الفضيل, ركزت مجموعة من الشباب المتطوعين المنتمين لهذه المؤسسة الخيرية على تقديم يد العون للمرضى ومرافقيهم داخل أقسام أمراض الدم وطب الأطفال التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن باديس بمدينة قسنطينة, وكذا بالمؤسسة العمومية الاستشفائية محمد بوضياف بالخروب, وفقا لما أفاد به المسؤول ذاته.
وقد أثمرت هذه المبادرة التضامنية بتوزيع ما يقارب 1000 وجبة ساخنة حتى الآن, أي بمعدل يومي يتراوح بين 50 و60 وجبة محمولة, حسب الإحصائيات المسجلة لدى هذه الهيئة الخيرية.
ولا تقتصر أنشطة التضامن التي يضطلع بها المتطوعون على تنظيم موائد الإفطار, بل تمتد إلى مبادرات إنسانية أخرى, على غرار تنظيم عملية ختان جماعي, تحضيرا لليلة القدر, التي تصادف ليلة السابع والعشرين من رمضان.
وقد تم التأكيد على أن هذه الفئة من الأطفال ستحظى برعاية كاملة, مع إعطاء الأولوية للأطفال القاطنين بالمناطق الريفية النائية, وفق ما أفاد به المسؤول ذاته.
كما ستقوم المؤسسة ذاتها بتوزيع 100 كسوة عيد لفائدة الأيتام وأبناء الأسر المحتاجة, وذلك في إطار مبادرة "فرحة العيد", وفق ما كشف عنه الأستاذ مسعي.
ومنذ أن تم تأسيسها بولاية قسنطينة قبل ثلاث سنوات, سجلت مؤسسة "ناس الخير" حضورها بقوة في المشهد الخيري والاجتماعي, من خلال تكريس مبدأ الاحترافية في العمل المدني, عبر تواجدها المستمر في الميدان طيلة أيام السنة ومشاركتها في مختلف التظاهرات الاجتماعية والدينية, فضلا عن تنسيقها الدائم مع مختلف الشركاء بهدف مد يد العون للفئات الاجتماعية الهشة.