الجزائر - تشهد مختلف ورشات صناعة الأزياء والحلي التقليدية التي تنشطها حرفيات مشاركات في الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لإبداعات المرأة المقامة حاليا بقصر الثقافة مفدي زكريا إقبالا وتفاعلا كبيرين من طرف الزوار, ما يعكس شغف وارتباط هؤلاء بمختلف عناصر الهوية والتراث الوطني.

وقد استقطبت هذه الورشات الحية جمهورا من فئات عمرية مختلفة بما فيها الأطفال, في أجواء من التبادل وشغف اكتشاف هذه المهارات العريقة, حيث تم تعريفهم بأهم مراحل إنجاز هذه المنتوجات التراثية, بمختلف أنواعها, وكذا المواد والأدوات التقليدية والحديثة المستعملة في صناعتها.

وفي هذا الإطار, أشارت الحرفية في مجال  اللباس التقليدي, نادية عمي موسى من ولاية غرداية, أن هذه الورشات بمثابة فرصة للتعريف بالموروث الثقافي الوطني الثري", مبرزة أن الجمهور تفاعل كثيرا مع ورشتها التي تقدم من خلالها نماذج من النسج التقليدي المحلي على غرار زربية بني يزقن المصنوعة من الصوف الأصلي وبأصباغ طبيعية ..".

وأضافت المتحدثة, وهي رئيسة جمعية "ترسلت اوغلان" التي تعنى بالتراث, أن الجمهور الذي يتابع الورشة, تستوقفه مختلف التقنيات التقليدية المستخدمة في النسج وتحضير الصباغة بصورة طبيعية على غرار المنسج والخلالة والقرداش والمغزل والأعشاب الطبيعية.

ومن جهتها, تطرقت الحرفية في تخصص الفتلة والتطريز بالخرز (التعقاش) من ولاية قسنطينة, شهرزاد عباز, لعديد النماذج من اللباس التقليدي القسنطيني, موضحة أن الهدف من هذه الورشة يكمن في "استعراض تقنيات العمل الأصلية وأساسيات ممارسة هذه الحرفة التقليدية اليدوية المتوارثة عبر الاجيال  للحفاظ عليها من الاندثار".

وفي نفس السياق, اعتبرت الحرفية في صناعة الحلي التقليدية من العاصمة, خثير عائشة, أن الورشات مناسبة للاحتكاك مع باقي التجارب في المجال وللتعريف أيضا بابتكاراتها وقطعها المصنوعة من الفضة الأصلية والمطعمة بمختلف أنواع الأحجار الكريمة, لافتة إلى أن الجمهور تفاعل مع مختلف تصاميمها العصرية والمستوحاة من قطع مجوهرات قديمة.

ومن جانبها, أكدت الحرفية في صناعة الحلي التقليدية من ولاية تيزي وزو, تليلي سارة, أن هذه الورشات المفتوحة تسمح لجمهور المهرجان بمتابعة كيفيات معالجة المواد الأولية المستخدمة في إنجاز هذه التحف الفنية سواء تعلق الأمر بالأزياء التقليدية المصنوعة من الصوف والحرير وغيره أو الحلي والمجوهرات المصنوعة بدورها من مواد كالفضة والأحجار نصف الكريمة والمرجان.

وبدورها, شددت الحرفية في صناعة الحلي التقليدية من تمنراست, لنصاري هدويا, التي تعرض نماذج متنوعة من الحلي والصناعات التقليدية الجلدية الخاصة بهذه المنطقة, على أهمية التكوين في المجال لتمرير المهارات والتقنيات والحفاظ على خصوصيات هذه الصناعة الأصلية التي تستقطب الزوار من مختلف ولايات الوطن وكذا السياح الأجانب.

وأكدت من ناحيتها الحرفية في الطرز التقليدي, العوني مليكة, من توقرت, أن الورشة التي تشرف عليها "تحظى باهتمام وتوافد كبير للزوار بما تقدمه من نماذج حياكة لأزياء تقليدية بمواد أصلية وتصاميم حديثة وألوان تحمل رموز ودلالات ثقافية محلية مستوحاة من البيئة الصحراوية ..".

وذكرت المتحدثة أنها تهدف من خلال ورشتها إلى "استمرار هذه الحرفة التقليدية اليدوية وحمايتها وإعادة الاعتبار لها", مضيفة أنها "تعتمد في عملها على المهارات اليدوية في التطريز وعلى المواد الأصلية والصباغة الطبيعية في نسج وتصميم القطع, مع تجنب الآلة في عملية الطرز, وهذا من أجل إبداع قطع أصيلة وفريدة".

وتنظم الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني لابداعات المرأة تحت شعار "الأزياء والحلي, موروث حضاري عبر التاريخ", وهذا تحت إشراف وزارة الثقافة والفنون وفي إطار شهر التراث (18 أبريل- 18 مايو), حيث تشارك فيها حوالي ال50 حرفية من مختلف الولايات وفي مختلف الصناعات والحرف التقليدية.