واختارت الفنانة تقديم 60 لوحة برواق فرانز فانون برياض الفتح, نقلت مواضيعها جانبا من روحها المبدعة وعكست نظرتها التأملية للحياة, مستلهمة أفكارها من عدة مرجعيات, أهمها النص القرآني باعتباره منبعا صادقا للتعرف على قصص وسير الأنبياء والرسل وكذا التراث.
ويبدو التجريد بارزا في هذه الأعمال من خلال الدلالات والمعاني الخفية التي تعكسها الأعمال المعروضة, إذ سرعان ما تدعو المتلقي للدخول في علاقة تأمل مع كل تلك الأشكال والرموز والحروف وتدرجات الألوان التي تنعكس منها.
وجاءت أعمال الفنانة محملة بالمعاني الجمالية والصوفية, ذلك أنها اختارت اللونين الأزرق والذهبي بالخصوص لتحكي قصصها الشخصية من خلال شغفها بالتراث الديني والأسطورة والشعر والحكايات والموسيقى وطقوس المتصوفة, وأما الطيور فهي بالنسبة لها الكائن العابر للزمان والمكان.
ولأن المعرض ينظم بمناسبة إحياء الذكرى السبعين لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة, فقد رفعته السيدة بلال إلى روح رجل المقاومة الجزائرية, الأمير عبد القادر باعتباره شخصية إنسانية طبعت بسيرتها العالم بفضل مواقفه ذات العمق الروحي والنابعة من أفكاره وأيضا من ثقافته الدينية والأدبية والمعرفية.
وقد أوضحت, في هذا الإطار, أنها اختارت تكريم الأمير, في هذا المعرض الذي يستمر لغاية 10 نوفمبر الجاري, لكونه "شخصية روحانية تصوفية عالمية, إلى جانب طبعا كونه رجل دولة وسياسة".
وبدأت التشكيلية نوال بلال, وهي فنانة عصامية, في عرض إبداعاتها منذ عام 1998, مستعملة تقنيات مختلفة كالألوان الزيتية والأكريليك, إضافة إلى استعانتها بمواد أخرى, وقد شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية, داخل الجزائر وخارجها, والتي تتمحور أساسا حول التصوف والروحانيات.