وشهد حفل افتتاح هذه التظاهرة، المنظمة تحت شعار" رحلة ميراث وتراث ", إقامة معرضين فنيين وهما معرض النوبة الأندلسية ومعرض تاريخ الموسيقى الأندلسية للمدارس الثلاثة تلمسان والجزائر وقسنطينة بحضور السلطات الولائية مع تقديم وصلات ومعزوفات موسيقية في طابع الحوزي لجمعية نادي الشبيبة الجزائرية ( La SLAM).
وأكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، في كلمته، التي قرأتها نيابة عنه ممثلة الوزارة الوصية فتيحة قدوري" أن طابع الحوزي ينتمي للموسيقى العربية الأندلسية وتعتبر تلمسان من اول المدارس التي تأسست بالجزائر للحفاظ على هذا الموروث الثقافي والفني النفيس حيث تبنت المدرسة الغرناطية التلمسانية للموسيقى الاندلسية هذا الفن واهتمت به وبوصوله إلى العالم وتعبر المهد الذي اشتهر فيه الحوزي منذ القرن ال15 وكانت بمثابة المنارة التي انبثقت منها النهضة التي عرفها فن الحوزي في شمال افريقيا خصوصا مع السعيد عبد الرحمن المنداسي وأحمد بن تريكي ومحمد بن مسايب ومازالت تلمسان معقل العديد من الفنانين الذين ساهموا في الحفاظ على اصالة هذا الفن و في انفتاحه على الحداثة".
وأضاف أن "وزارة الثقافة والفنون من خلال هذا المهرجان قد حققت الاستمرارية والاحتفاء بهذا النوع المتميز من موسيقانا وقد جمع ذاكرة تزخر بعبق الزمن الجميل وبصمات الآباء والأجداد وتؤهله ليدخل مسارا جديدا ويأسس لمقاربته الخاصة في هذا المجال".
وأبرز السيد بللو أن " الدولة سخرت إمكانيات كبيرة من خلال مقاربة واضحة ومنهجية ناجعة والتي من شأنها تثمين وترقية معالم هويتنا الثقافية والفنية ومن خلال المهرجانات المرسمة التي وصل عددها إلى 200 مهرجان ثقافي خصص منها 6 مهرجانات للموسيقى الكلاسيكية الجزائرية التي تهتم بالموسيقى الاندلسية والحوزي والمالوف والصنعة والعروبي. فالمقاربة المعتمدة اليوم تتجه أكثر نحو لاحترافية والتميز وتحقيق الرقي قصد المساهمة في دفع وتيرة التنمية الاقتصادية الوطنية عن طريق التأسيس لاقتصاد ثقافي متميز وقائم بذاته".
وأشار أن "هذا المهرجان يعتبر فضاء للفنانين والمبدعين والدارسين للفن والثقافة الجزائرية وهو فرصتنا لتدوين هذا التراث والحفاظ عليه وتحيينه والمجتمع المدني والفاعلين الثقافيين مدعوين للمساهمة لإنجاح الفعل والمبادرة الثقافية والترويج لها من جهة والمحافظة على الموروث الثقافي من جهة أخرى".
كما أبرز من جهته أمين بودفلة, محافظ المهرجان الذي يدوم إلى غاية 25 ديسمبر الجاري, أن "هذا الإرث الموسيقي يعد أحد الأرصدة الموسيقية الفنية المتميزة في الجزائر وتمت المحافظة عليه من طرف الجمعيات الموسيقية ومن طرف أعلام هذا الطابع الموسيقي الذين سجلوا أنفسهم أمثال المنداسي وبن تريكي و بن مسايب وبن سهلة وقدور بن عاشور الزرهوني وغوتي بوعلي والعربي بن صاري والحاج بوبكر بن زرقة والشيخ محمد بجاوي شاوش والشيخ احمد ملوك و غيرهم".
للإشارة يرتقب تنظيم، على هامش هذه الفعاليات، ندوات ومحاضرات بعنوان" الحوزي أسفار وأوتار" وأبواب مفتوحة على الجمعيات الموسيقية الأندلسية قصد التعريف بالجمعيات المحلية وفتح باب الانخراط للأطفال علاوة على أقسام لتعليم الآلات الموسيقية (Master Class) وورشة العود والكمان والنص والشعر.
وبرمجت ضمن هذه الطبعة سهرات فنية موسيقية في الحوزي عبر عدد من بلديات الولاية استنادا لمحافظ المهرجان أمين بودفلة.
وتهدف هذه الطبعة إلى تسليط الضوء على ما شكله هذا الفن في خلق جسور ثقافية ساهمت في التأصيل لإحدى أهم الفنون الموسيقية ضمن ما تزخر به الهوية الثقافية من فنون وابداعات متميزة أصبحت جزء من الذاكرة الفنية الجزائرية إلى جانب التعريف بالمدارس الفنية الثلاث التي تتقن هذا النوع الموسيقي وهي مدرسة "الصنعة" بالجزائر العاصمة ومدرسة "المالوف" بقسنطينة ومدرسة "الغرناطي" بتلمسان كما جرى شرحه.