ويعرض تيغيوارت برواق الفن التابع لمؤسسة أحمد ورابح عسلة بالجزائر العاصمة وإلى غاية 22 فبراير القادم, 20 عملا فنيا تحت عنوان "الجزائر .. العاصمة", وهي عبارة عن رسومات فنية حديثة تحاكي من خلال رؤية معاصرة مدينة الجزائر وتبرز تفاصيلها الجميلة من خلال الأزياء والعمران والرموز وأيضا مساحاتها الخضراء وإطلالتها الساحرة على حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويقدم الفنان أعماله في معرض خاص لأول مرة, بعد أن اكتسب الخبرة في المعارض الجماعية, حيث تكشف الأعمال المعروضة خياراته الفنية التي تمزج ين النظرة الكلاسيكية والمعاصرة للحياة الثقافية في الجزائر, واشتغاله على تحويل المشاهد اليومية إلى لقطات فنية مرسومة بألوان زيتية متشبعة بإضاءة منبعها سماء الجزائر الزرقاء وشمسها السخية.
ومن بين الأعمال المعروضة صورتين فوتوغرافيتين بالأبيض والأسود, الأولى لواحد من الحرفيين الناشطين في قصبة الجزائر الذي ما زال يحافظ على فن النجارة وتزيين الخشب, والثانية بعنوان "براءة طفل في القصبة" تعبر عن استمرارية الحياة في هذه المدينة القديمة.
ويقول الفنان عن اختياره لموضوع "الجزائر .. العاصمة" أن هذه المدينة "بأبعاد متوسطية وعالمية", وفي النفس الوقت هي "مصدر إلهام كبير" لعديد الرسامين والفنانين, سواء في السينما أو المسرح أو الفن التشكيلي, ناهيك عن تاريخها النضالي إبان الثورة التحريرية, كما أن سحرها -يضيف الفنان- "لا يزال قائما إلى اليوم, ولهذا فمن واجبنا أن نساهم في تخليد صورتها والترويج لمكانتها".
وتحكي اللوحات المعروضة حكاية مدينة "تتحرك" و"تتنفس", من خلال أزقتها وشوارعها الكبيرة وأيضا حدائقها وواجهتها البحرية الزرقاء, كما هو الحال في لوحة "امرأة بالحايك خارجة من الحمام", حيث تظهر مرأة جميلة مغطاة بحايك أبيض مطعم برموز وأشكال زخرفية نجدها في بعض الأواني التقليدية الفخارية.
كما تظهر في لوحة "تسريحة تقليدية" تفاصيل فتاة جزائرية وهي تشد شعرها بـ "قردون", وهو عبارة عن وشاح طويل من الكتان تستعمله المرأة الجزائرية لشد شعرها الطويل وتظهر عليها ملامح الجمال والأناقة بحلي براقة وعينان واسعتان تلمحان الأفق الأزرق.
كما استطاع تيغيوارت أن يستلهم في لوحة "قلب حي الموزاييك الأربعة" من الزليج الجزائري خطوطا مستقيمة وأخرى منحنية, وأن يبرز أشكالا زهرية وأخرى تقترب من خياله ونزعته نحو التكعيبية.
وقد استطاع هذا التشكيلي العصامي, وهو من مواليد بولوغين بالعاصمة في 1995, أن يوفر لزوار المعرض جولة ممتعة بين أزقة مدينة الجزائر ومساجدها وشرفاتها وحديقتها الشهيرة "الحامة", حيث تعكس كل لوحة شاعرية الفنان وتترجم الموسيقى الداخلية التي تسكنه.