واحتضن قصر الثقافة مفدي زكرياء فعاليات الصالون الوطني للاستثمار البنفسجي في المجال السينمائي (2-3 فبراير) من تنظيم منظمة "لقاء شباب الجزائر" تحت شعار "السينما بين الحفاظ على التراث الثقافي والتنوع الاقتصادي" وبرعاية وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو, ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد نور الدين بن براهم وبإشراف من وزير الشباب المكلف بالمجلس بالأعلى للشباب السيد مصطفى حيداوي, بهدف عرض أحسن المشاريع والأفكار السينمائية التي تم انتقائها خلال الملتقيات الولائية والجهوية التي نظمت طيلة السنة الفارطة ضمن المشروع الوطني "دار الاستثمار البنفسجي للصناعة السينماتوغرافية" الذي أطلقته المنظمة لتطوير مساهمة المؤسسات الناشئة في قطاع السينما.
واعتبر وزير الثقافة والفنون السيد زهير بللو, أن السينما تشكل اليوم "خيارا اقتصاديا استثنائيا في منظور القطاع الثقافي بتوجيه سام من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون", وبأن الصناعة السينماتوغرافية تشهد "تحولا ملحوظا" من حيث الاهتمام الرسمي بهذا القطاع. وأشار في هذا السياق إلى الجلسات الوطنية للسينما المنظمة مؤخرا وبإشراف شخصي من رئيس الجمهورية بالقول "إن هناك إرادة كبيرة في تعزيز الاستثمار في السينما وتطوير البنى التحتية وإنتاج أفلام تعكس تطلعات الجمهور".
وأضاف في هذا المنحى, بأن تزايد الاهتمام بقطاع السينما كأداة مهمة في ترقية الاقتصاد الوطني يبرز من خلال إشراك المؤسسات الناشئة والنوادي والجمعيات في الصناعة السينماتوغرافية, وبان ذلك "يعد وسيلة مهمة في تجديد الأفكار وخلق محتوى فني متميز, بالإضافة الى تشجيع المستثمرين المحليين والأجانب, مما يعزز من مكانة السينما كفن بحد ذاته ومصدر مدرٍ للثروة ومؤثر إيجابي في الترويج السياحي لبلدنا وخاصة لتثمين هويتنا الثقافية محليا وعالميا".
وبخصوص إطلاق مشروع "دار الاستثمار البنفسجي" للصناعة السينماتوغرافية من قبل منظمة "لقاء شباب الجزائر", اعتبر الوزير ذلك بمثابة "مؤشر على وعيكم واستيعابكم لاقتصاديات العالم, ولضرورة بذر نواة لبعث صناعة سينماتوغرافية قوية وحقيقية وتنافسية في بلادنا", مثمنا في ذات السياق الربط بين السينما والتراث الثقافي والاقتصاد.
كما نوه بمبادرة هذه المنظمة الشبابية بالقول إن هذه المبادرة "هي نموذج أصيل ومبدع للتواصل الإيجابي بين مختلف فعاليات المجتمع والهيئات الرسمية, ولكن أبرز ما يحسب لها هو الخيار الإيجابي العملي الميداني, وذلك بالتوجه إلى تحديد المشاريع برؤية براغماتية عملياتية", وأشار إلى أن وزارة الثقافة والفنون "تؤمن بأهمية تكوين بيئة لتشجع الاستثمارات.. وقد بدأنا في مرافقة عدة مبادرات بمعية الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار".
من جهته, قال رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد نور الدين بن براهم بأن "التوجه واضح والإرادة السياسية موجودة فيما يخص الاهتمام بقطاع السينما ومن خلاله صناعة الصورة والمحتوى الذي يدافع عن الشخصية الجزائرية والهوية الوطنية".
ودعا السيد بن براهم الشباب المستثمر في المجال السينمائي, إلى "استغلال التقنيات الحديثة والتكنولوجيات المتطورة من اجل صنع مضامين تواكب تطلعات الدولة الجزائرية في المستقبل".
بدوره, أكد رئيس منظمة "لقاء شباب الجزائر", أن مشروع "دار الاستثمار البنفسجي" للصناعة السينماتوغرافية أطلق في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لثورة نوفمبر المجيدة, وذلك بهدف "تحقيق مقاربة جديدة لسينما استثمارية قادرة على المساهمة في تنمية اقتصادية مستدامة للبلاد".
وشكل الصالون فرصة للقاء الشباب مع مؤسسات وهيئات تابعة لوزارة الثقافة والفنون أو مختصة في مجال الاستثمار والقروض حيث تم عرض مشاريع وأنشطة وأفكار سينمائية, من انجاز مؤسسات ناشئة أو نوادي سينما أو جمعيات ثقافية على غرار جمعية "أهل الفيلم الثقافية" لولاية تيميمون وجمعية "سينما ديلارتي" لسيدي بلعباس وجمعية "أضواء" السينمائية بالجزائر العاصمة ناهيك عن حضور للمركز الوطني للسينما والسمعي البصري والمعهد العالي للسينما بالقليعة إلى جانب الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية والصندوق الجزائري لتمويل المؤسسات الناشئة.
وتم الإعلان عن 34 فيلما سينمائيا من إنجاز شباب بين أفلام روائية قصيرة ووثائقية قصيرة وأفلام تحريك تم انتقاؤها من قبل لجنة تحكيم مختصة اشتغلت على مدار السنة الفارطة عبر مختلف الولايات حيث سيتم مرافقة أصحاب هذه الأعمال وتوجيهها, وفق الجهة المنظمة.