الجزائر - احتضنت سينماتيك الجزائر, يوم السبت بالجزائر العاصمة, العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل "من أجلك .. حسناء " للمخرج خالد كبيش والذي ينقل صور عن معاناة الأسرة الجزائرية من جرائم المستعمر الفرنسي.

وقدم هذا العمل السينمائي الجديد في إطار العروض الخاصة بالأفلام المنتجة من قبل وزارة الثقافة والفنون عن طريق المركز الجزائري السينما, أخرجه خالد كبيش وكتبت السيناريو شهيناز مسعودي, استنادا إلى قصة واقعية حدثت إبان الثورة التحريرية وتم استعادة بعض تفاصيلها في قالب تاريخي يسرد جانبا من معاناة الأسر الجزائرية في فترة الاستعمار الفرنسي, وكيف سعى هذا الأخير إلى تفكيك العلاقات الأسرية وتفرقة أفرادها بنفيهم وممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدية والنفسية في حق النساء والأطفال.

وعلى مدار 53 دقيقة, يتعرف المشاهد على وقائع هذه الملحمة الإنسانية, وما حل بـ "حسنة" وهي زوجة أحد المجاهدين "عبد اللطيف" وكانت على وشك الولادة في بيتها المتواضع قبل أن يقتحم العسكر حرمتها ويلحقون بها وبأهلها شتى أنواع العنف واقتادوها وعزلوها لتضع مولودها "زكرياء" في أحد المستشفيات وإرغامها على التخلي عنه حتى تكشف مكان زوجها وإجباره على الاستسلام.

ويقترب الفيلم من فكرة التضحية والتلاحم بين أفراد الأسرة الواحدة وبين صفوف المجاهدين الجزائريين واختيارهم التضحية في سبيل الوطن بدل مصالحهم الخاصة, ومن جهة أخرى يستنكر الفيلم مشاعر الحقد والضغينة التي أظهرها المستعمر الفرنسي ضد الجزائريين. وطبق المخرج رؤيته الإبداعية للصورة السينمائية من خلال مزجها بعوالم الفن الرابع.

اختار المخرج مواقع تصوير تعكس البيئة القاسية التي تطورت فيها أحداث القصة, ونقلت المشاهد الخارجية حياة الجزائريين البسيطة, فيما صورت المشاهد الداخلية وسط ديكور بسيط تميز بالتقشف في استخدام الأثاث والأكسيسوارات في مقابل التركيز على رسالة بصرية من خلال الإضاءة وزوايا تصوير تعكس سلسلة من المشاعر المتضاربة, على غرار الخوف والقلق والتعصب والتعجرف والضعف.

جمع الفيلم مجموعة من الممثلين الشباب, على غرار نرجس عسلي, عبد القادر طاهر, جمال عون, حورية بهلول, عبد الهادي محمد أمين, وقال المخرج كبيش أن هذا العمل يعتبر الجزء الأول من ثلاثية تروي تفاصيل أكثر لهذه القصة التاريخية.