وقال السيد بللو في تصريح لوأج, خلال زيارته إلى مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر حصن 23, بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة المصادف لـ 23 فبراير من كل عام, أن هناك "اهتمام كبير بقصبة الجزائر, منذ زيارة رئيس الجمهورية إلى قصر الثقافة مفدي زكريا في ديسمبر الفارط (أين تابع عرضا حول النظرة الاستراتيجية لتطوير وعصرنة العاصمة), حيث أبدى اهتمامه وحرصه على أن تكون القصبة مكان يشع ثقافيا وسياحيا واجتماعيا".
وأوضح الوزير أن القصبة "ورشة ترميم كبيرة للمكونات الثقافية" من قصور ومعالم مدنية ودينية ودفاعية, مبرزا في سياق كلامه أهمية المخطط الدائم لحفظ وتثمين القطاع المحفوظ لقصبة الجزائر -الذي هو في طور التنفيذ- في "دمج الحركية الثقافية والاجتماعية ضمن الحركة التنموية" باعتبارها وعاء حضاري وثقافي مدر للثروة.
كما ألح على ضرورة إشراك المواطنين في إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة, التي صنفت في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في 1992, وفي عملية ترميم المساكن الواقعة في إقليم هذا القطاع المحمي, مؤكدا أن ترميم وإعادة الاعتبار للقصبة يجب أن يكون بطريقة محكمة و دائمة.
وبمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة, احتضن مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر عدة أنشطة ثقافية وفكرية متنوعة, حيث تم افتتاح معرض أكاديمي تحت عنوان "معالم المحروسة في قصبتها السفلى, صمود مفعم بالتاريخ" يستحضر أهم المعالم المدنية والدينية والدفاعية التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة.
كما تم تنظيم ندوة تحت عنوان "القصبة في السينما", تطرق من خلالها الكاتب المهتم بالسينما جمال محمدي إلى مكانة القصبة في السينما الجزائرية والعالمية من خلال كتابه "القصبة في السينما, قرن من التصوير, أفلام وأشرطة وثائقية صورت بالقصبة 1896- 2020", والذي تطرق فيه للعديد من الأعمال السينمائية التي جسدت القصبة في أحداثها على غرار "أولاد نوفمبر" لموسى حداد و"الليل يخاف من الشمس" لمصطفى بديع" و"أبناء القصبة" للحاج رحيم و"معركة الجزائر" للإيطالي جيلو بونتيكورفو.
ومن جهة أخرى, بإمكان الجمهور أيضا زيارة معرضين تم افتتاحهما سابقا بقصر رياس البحر وهما معرض الصور "شهادات فوتوغرافية 1958- 1963" الذي يستذكر محطات هامة من النضال الثوري ويسلط الضوء على كبار قادة الثورة التحريرية أنجزها المصور والمجاهد محمد كواسي المعروف ب "مصور الثورة التحريرية", وكذا المعرض الدائم "رياس البحر .. بحارة برتبة سلاطين".