ندوة حول "مسرح علولة والبحث العلمي": إبراز جهود الباحثين في إثراء أعمال المسرحي عبد القادر علولة

وهران - أبرز أكاديميون في ندوة فكرية نظمت سهرة يوم الاثنين بالمسرح الجهوي لوهران بمناسبة إحياء الذكرى أل 31 لرحيل المسرحي عبد القادر علولة جهود الباحثين في إثراء التجربة المسرحية للأحد مؤسسيي مسرح الحلقة.

وفي هذا الصدد تطرق الأستاذ إبراهيمي إسماعيل, من قسم الفنون لجامعة سيدي بلعباس في هذه الندوة, التي تناولت موضوع "مسرح علولة و لبحث العلمي", إلى البحوث ومذكرات الماستر والماجستير والدكتوراه التي تناولت أعمال هذا الفنان المسرحي والتي تم انجازها من طرف خريجي قسم الفنون لسيدي بلعباس.

وتطرقت هذه البحوث إلى المواضيع الاجتماعية التي تناولتها مسرحيات علولة و شخصياتها وكذا مسألة توظيف الموروث الشعبي في أعماله, على غرار "القوال" و "الحلقة".         

كما أكد الأستاذ إبراهيمي في مداخلته على ضرورة "إعادة إنتاج أعماله المسرحية برؤية و نظرة جديدتين للإعطاء نفس جديد لتجربته الفنية خاصة أن علولة كان دائما يعمل على تحيين معارفه و يبحث كثيرا لتجديد ممارسته المسرحية ".

ومن ناحيته أبرز الأستاذ عزوز بن عمر, من قسم الفنون لجامعة وهران 1 " أحمد بن بلة " في تدخله جهود قسم الفنون لجامعة وهران في مجال البحث في مسرحيات الراحل علولة و مساهمته في فتح قسم الفنون في 1987 ودعمه المستمر لطلبة الدفعة الأولى المتخرجة من هذا القسم.

وحول البحوث التي تناولت المسار الفني و الإبداعي لفقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة, قال ذات الأستاذ " أن بحوث أقسام الأدب تركز على النص وكانت تدرسه كأدب وبوسائل النقد الأدبي, بينما البحوث المنجزة من طرف أقسام الفنون كانت تنظر إلى أعماله كممارسة مسرحية تهتم بالحركات والتمثيل و الإخراج وغيرها من عناصر فن الخشبة".

ومن أجل تثمين أعمال هذا المسرحي الذي جمع بين التمثيل و التأليف والإخراج, يرى ذات المحاضر أن استحداث مجموعات بحث أو عمل حول مسرحياته ستساهم كثيرا في إثراء هذه التجربة التي تعد فريدة من نوعها.     

وبدوره تطرق الأستاذ حمو عبد الكريم, مدير وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب و الفنون بالسانية, في مداخلته إلى أعمال عبد القادر علولة, مبرزا في ذات السياق أن " هذا المسرحي أبدع بحق في إيجاد مقاربة أنثروبولوجية وسوسيولوجية و جمالية في الممارسة المسرحية وشكل المواضيع بأسلوب درامي عجيب".

كما تطرق ذات المتدخل إلى الكتاب الجماعي الذي يحمل عنوان "مسرح عبد القادر بين النص والخشبة" الذي أنجزه المركز البحث في الانثروبولوجية الاجتماعية و الثقافية لوهران وتحت إشراف محمد داود و بمساهمة مجموعة من أساتذة من مختلف جامعات الوطن, والذي يعد من أبرز الإصدارات التي درست بالتحليل أعمال أحد مؤسسيي مسرح الحلقة.

ولاطلاع الباحثين على أعمال المسرحي عبد القادر علولة, بادر مسرح وهران بإطلاق شبكة تقاسم أرشيف علولة مع المسرح الوطني بالجزائر العاصمة و المعهد العالي لمهن فنون العرض و السمعي البصري و المسارح الجهوية لقسنطينة وعنابة ومستغانم وكذا مركز البحث في الانثروبولوجية الاجتماعية و الثقافية لوهران (كراسك), حسبما أعلنه مدير هذه المؤسسة المسرحية, مراد سنوسي, خلال أشغال هذه الندوة الفكرية.

للتذكير, يعتبر الفنان الراحل عبد القادر علولة, الذي اغتيل في 10 مارس 1994, من أهم صناع الحركة المسرحية على مستوى الوطن, وترك رصيدا ثريا من الأعمال المسرحية على غرار "الأجواد" و "اللثام" و"حمق سليم" و"التفاح" و "الخبزة " و" أرلوكان خادم السيدين".

للإشارة, تندرج الندوة الفنية حول "مسرح علولة و البحث العلمي", التي حضرتها عائلته المسرحي الراحل عبد القادر علولة و جمع من المهتمين بالفن الرابع, ضمن البرنامج الثقافي و الفني المسطر من طرف المسرح الجهوي "عبد القادر علولة " لتنشيط السهرات خلال شهر رمضان الفضيل.