بجاية- تعيش ولاية بجاية منذ بداية شهر رمضان نشاطا ثقافيا غير مسبوق يتميز بالتنوع الملحوظ في الفعاليات الفنية كمعارض اللوحات الزيتية, العروض المسرحية, الأمسيات الشعرية, ولكن يلاحظ أن الموسيقى بمختلف طبوعها طغت على غالبية السهرات اليومية.

فبالإضافة إلى الفضاءات المخصصة للموسيقى بامتياز, لا سيما دار الثقافة "الطاوس عمروش" والمسرح الجهوي "عبد المالك بوقرموح" ومتحف السينما (سينماتيك), تحتضن عشرات الفضاءات الأخرى سهرات وحفلات فنية عالية الجودة كل مساء وتعرض مختلف الطبوع الموسيقية لإمتاع كل أذواق عشاق الموسيقى.

فخلال أمسيات شهر رمضان, تعج شوارع و أحياء المدينة بالآلاف من المواطنين الذين يظلون خارج بيوتهم حتى الساعات الأولى من الصباح, يستمتعون في أجواء ودية بما يعرض من نشاطات ويتنقل كل منهم من مكان إلى آخر بحثا عن "الرنين" المناسب لذوقه للاستمتاع به إلى غاية ما بعد منتصف الليل.

ويمكن لكل واحد أن يختار ما يروق له في جميع أنحاء المدينة من أصناف الموسيقى و الطرب منها الأندلسي والشعبي والقبائلي و الراب, أي كل المتاح من الطرب,  المعاصر منه و الذي ينتمي للتراث.

وتستقطب بشكل يومي ساحتا "5 جويلية" الواقعة في وسط المدينة, و "سيدي الصوفي" الموجودة في المدينة القديمة, وهي فضاء عريق ضارب في التاريخ, جمع غفير من المواطنين من عشاق الفنون.

وتحتل الأغنية الشعبية بمختلف أنواعها مكانة مرموقة في ساحة 5 جويلية. أما ساحة سيدي الصوفي, فتعرض سهرات في طبع الشعبي الاصيل وتستقطب تقريبا كل هواة "القعدة" البجاوية.

وعلى الرغم من أن هاتين الساحتين هما المركزان الرئيسيان للنشاطات الليلية في مدينة بجاية, إلا أنهما ليستا الوحيدتين, بل هناك أحياء أخرى بالمدينة تعج بنفس الصخب والحركة الليلية وتمتع سكانها بالنشاطات الثقافية المتنوعة, منها حي إحدادن, في الضواحي الغربية, وإغيل البرج, شمالا, والقدس والعديد من المناطق الأخرى.

غير أن مدينة بجاية لا تحتكر لوحدها النشاطات الثقافية في السهرات الرمضانية, فأيضا مدينة أقبو, ثاني أكبر مركز حضري بالولاية, تعرف نشاطا ثقافيا متنوعا, وكذا آيت رزين وتازمالت وإغيل علي وأميزور وصدوق وخراطة وأوقاس وغيرها من المناطق البجاوية التي تعيش الاحتفالات الموسيقية الليلية بكل طبوعها وتمنح سكانها فرصة الترويح عن أنفسهم وقضاء شهر رمضان يجمع بين الترفيه والعبادة في تناغم تام.