وبالنظر الى الفرص الكثيرة التي صنعها "الخضر" خلال الـ90 دقيقة, كادت أن تكون النتيجة أثقل لولا التسرع تارة, وسوء الحظ تارة أخرى, مكتفين في آخر المطاف بتسجيل خمسة أهداف كاملة مكنتهم من استعادة ريادة ترتيب المجموعة السابعة ب15 نقطة.
ومنذ صافرة البداية, دخل اللاعبون الجزائريون بقوة وكلهم نية في فرض منطقهم على المنافس والتسجيل مبكرا لمواصلة المجريات بأكثر أريحية.
وهو ما تحقق لهم, بعد مرور ثماني دقائق فقط, كلل الضغط الجزائري بأول الأهداف, عندما وقع أحد مدافعي الموزمبيق في المحظور, وهو ما جعل المهاجم محمد الأمين عمورة يمارس عليه الضغط ويخطف منه الكرة التي وصلت الى رياض محرز ليعيدها الى زميله عمورة الذي انفرد وجها لوجه مع حارس, مفتتحا باب التهديف الذي اهتزت له مدرجات ملعب تيزي وزو المكتظة عن آخرها.
وتواصل ضغط "الخضر" مما سمح لهم بإضافة هدفا ثانيا عبر المدافع عيسى ماندي في الدقيقة (24) برأسية, مستغلا كرة مرتدة من الحارس إيرنان التي صدها في الوهلة الأولى بعد قذفة آيت نوري.
واستمرت العناصر الوطنية في فرض منطقها, فلم يتجاوز الوقت نصف ساعة لعب, ليضاعف المهاجم عمورة النتيجة بهدف ثالث في الدقيقة (30), إثر تمريرة من القائد رياض محرز بعد مراوغته لمدافعين.
وسارت مجريات الشوط الاول في اتجاه واحد بسيطرة شبه مطلقة لـ"الخضر" باستثناء بعض المحاولات للموزمبيق.
بعدها عرفت الوتيرة تراجعا سيما من الجانب الجزائري, وهو ما سمح للضيوف بالسعي الى تهديد مرمى المنتخب الوطني, ليتمكنوا من تقليص الفارق قبل ستة دقائق عن انتهاء المرحلة الاولى, عن طريق المهاجم جيني كاتامو في الدقيقة (39) الذي استغل كرة مرتدة من ركنية, سددها على مرتين, ليسكن في الثانية في الزاوية الـ90 للحارس ألكسيس قندوز, لتنتهي المرحلة الاولى بتقدم جزائري بنتيجة (3-1).
الشوط الثاني دخله رفاق أحمد قندوسي وكلهم رغبة في مواصلة الضغط وإضافة أهداف اخرى تحرر اكثر اللاعبين, الطاقم الفني والجمهور, حيث سعى شايبي في الدقيقة (52) الى استغلال خطأ في دفاع الموزمبيق, إلا أن الحارس أخرجها الى الركنية بصعوبة بالغة, تلته تسديدة بوداوي دقيقتين بعدها والتي أخرجها إيرنان الى الركنية مجددا.
هذا الضغط تكلل مرة أخرى بهدف رابع وقعه الظهير الأيسر جوان حجام في الدقيقة (65) برأسية, بعد تلقيه تمريرة مركزة من زميله عمورة.
بعدها تواصلت الحملات الهجومية لأشبال بيتكوفيتش, ففي الدقيقة (69) لعبة جماعية تنتهي في قدم القائد رياض محرز الذي سدد لكن كرته خارج الإطار بقليل.
وعرفت المواجهة إجراء الناخب الوطني لعدد من التغييرات من أجل إعطاء نفس جديد للتشكيلة, حيث تم إقحام صانعي اللعب : يوسف بلايلي وسعيد بن رحمة, إضافة الى المهاجمين الشابين ابراهيم مازة وأمين شياخة, فضلا عن المدافع يوسف عطال, وهو ما سمح للفريق بالحفاظ على نفس وتيرة اللعب.
وتواصلت "السنفونية" الجزائرية في العزف, لتأتي بالهدف الخامس عبر أفضل عنصر في المقابلة, محمد أمين عمورة في الدقيقة (79), الذي استغل كرة مرتدة من دفاع المنافس ليضعها في الشباك, مرسما نفسه بذلك "رجل اللقاء" بعد إحرازه لـ"هاتريك" (ثلاثة أهداف في مباراة واحدة) وتمريرة حاسمة لزميله حجام.
ولم يمل لاعبو "الخضر" حيث سعوا الى توقيع الهدف السادس بعدد من المحاولات من بلايلي, وخاصة شياخة, إلا أنها لم تؤت أكلها, لتنتهي المواجهة بفوز كاسح للجزائر, بخماسية لواحد.
وبفضل هذا الانتصار, ينفرد منتخب الجزائر بصدارة ترتيب المجموعة السابعة برصيد 15 نقطة, متبوعا بالموزمبيق في المركز الثاني بـ(12 ن), فيما تتقاسم بوتسوانا وأوغندا المركز الثالث بـ9 نقاط, وتأتي غينيا في المركز الخامس بـ7 نقاط, أما الصومال فتحتل الصف الاخير بنقطة وحيدة.
تجدر الإشارة أن هذه المباراة كانت مسبوقة بدقيقة صمت ترحما على روح فقيد كرة القدم الجزائرية, المهاجم الأسبق للمنتخب الوطني والعديد من الاندية الجزائرية, جمال مناد, الذي وافته المنية يوم السبت الفارط عن عمر 64 عاما.
وضمن الجولة السادسة أيضا, للمجموعة السابعة, فازت أوغندا على غينيا (1-0) في الوقت الذي تغلبت فيه بوتسوانا أمام الصومال (2-0).
ولحساب الجولة السابعة المقررة ما بين 1 و 9 سبتمبر القادم, تستضيف الجزائر منتخب بوتسوانا, فيما تلعب أوغندا أمام الضيف الموزمبيق, أما الصومال فتستقبل منتخب غينيا.
ويتأهل متصدر ترتيب كل مجموعة من المجموعات التسعة إلى نهائيات مونديال 2026, فيما تخوض أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني مباراة السد القارية ومباراة فاصلة أخرى ما بين القارات من أجل اقتطاع تأشيرة التأهل لكأس العالم.