وأشرفت على مراسم إحياء هذه الذكرى التاريخية والي الولاية, فوزية نعامة, بحضور الاسرة الثورية وممثلي مختلف الهيئات والجمعيات وعائلات شهداء هذه المحرقة.

ونظمت هذه الفعالية التي حملت شعار "معركة واد هلال, إرادة لا تقهر" , كل من مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق بالتنسيق مع منظمة المجاهدين والأسرة الثورية و الجمعية الوطنية مشعل الشهيد.

وبالمناسبة, أكدت شهادات عدد من المجاهدين أن معركة واد هلال الشهيرة ببغلية تعد واحدة من أمهات وأوائل المعارك التي وقعت بالولاية التاريخية الثالثة بعد أقل من شهرين من اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954, وحقق خلالها تسعة مجاهدين فقط نتائج مبهرة, بوسائل قتالية بسيطة.

واستنادا لشهادات مجاهدين عايشوا المعركة على غرار محمد بن صايبي و مازاري علي و رابح ظريف و حسبلاوي إبراهيم, فإن أهميتها تكمن في تضحية وصمود تسعة مجاهدين بأسلحة خفيفة وقديمة, أمام حصار شديد نفذه جيش عسكري إستعماري  مدجج بالأسلحة الثقيلة والمدفعيات و الطائرات الحربية.

وتكبد جيش الاحتلال خلال هذه المعركة غير المتكافئة, مقتل 31 جنديا نظاميا من بينهم ضابطين وجرح 80 آخرين, إلى جانب خسائر معتبرة في السلاح و العتاد, وفقا لذات الشهادات.

بدوره, ذكر أستاذ التاريخ بجامعة البويرة, نسيم حسبلاوي, أن هذه المعركة تواصلت على مدار 11 ساعة ابتداء من الساعة الخامسة صباحا, حيث شرع الجيش الفرنسي في تطويق وفرض حصار شامل بمنطقة واد هلال, ليشدد الحصار أكثر على منزل عائلة الحداد الذي كان يوجد به المجاهدون التسع لقضاء ليليتهم, وعقب ذلك انطلقت المقاومة وتوسعت.

وأضاف أن خمسة من هؤلاء الأبطال استشهدوا بعين المكان وهم قائد المعركة أمحمد القالمي والحداد رزقي وعيبدة السعيد و قاسيمي محمد و عباس محمد, فيما تم أسر ثلاثة منهم وهم إيدير علي و شيخ محمد ومحمد بن محمود, وهو من أصل تونسي, بالإضافة إلى هروب و نجاة واحد فقط و هو عبديش محفوظ الذي روى مجريات المعركة من داخلها و بكل تفاصيلها.

وتضمنت هذه الفعالية أيضا تنظيم ندوة تاريخية حول المناسبة و زيارة المعلم التذكاري لهذه المعركة بقرية شرابة, إلى جانب تسمية دار الشباب, بوسط مدينة بغلية, بإسم الشهيد شامي صالح عضو جيش التحرير الوطني و تكريم عائلته و عائلة المجاهد المتوفي أوعلال الوناس, عضو المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.