البيض - تعتبر معركة "خلاف" ببريزينة (جنوب ولاية البيض) من الملاحم المسجلة في تاريخ الثورة التحريرية المظفرة, التي لقن فيها المجاهدون قوات المستعمر الفرنسي الغاشم أروع الدروس البطولية في الكفاح والتضحية في سبيل الوطن.

وقد وقعت المعركة في 10 مارس 1957 بمنطقة قصر"خلاف" شرق مدينة بريزينة وهي واحة تقع على بعد حوالي 90 كلم عن مدينة البيض. وقد شهت العديد من الكمائن والمعارك للمجاهدين ضد الجيش الاستعماري إبان الثورة المجيدة وكان أبرزها معركة "خلاف", حسبما استفيد لدى مصلحة التراث التاريخي والثقافي لمديرية المجاهدين وذوي الحقوق.

و وقعت حين توجهت كتيبة لجيش التحرير الوطني مكونة من 75 مجاهدا بقيادة المجاهد الراحل رحموني سليمان, المدعو "سي بوشريط", نحو قصر "خلاف".

وفي حدود الساعة الثامنة وعشر دقائق صباحا, وقع اشتباك بدأ بنصب كمين لقائد الثكنة العسكرية لقوات العدو الفرنسي المتمركزة ببريزينة, ليتحول الكمين الى معركة دامت إلى غاية غروب الشمس.

وسقط الشهيد لعرج لعرج في ميدان الشرف خلال المعركة وجرح إثنان آخران من بينهما قائد الهجوم رحموني سليمان والمجاهد دحمان بن عيش. هذا الأخير الذي استشهد بعدها متأثرا بجروحه في المعركة, فيما تكبد المستعمر الفرنسي خسائر هامة حيث قتل 32 عسكريا فضلا عن تحطيم ثلاث مركبات عسكرية, وفقا لذات المصدر.

يذكر أن المجاهد رحموني سليمان, الذي توفي سنة 2015 , يعد أحد القادة البارزين للعديد من العمليات العسكرية لجيش التحرير الوطني بالمنطقة الثالثة للولاية الخامسة التاريخية, على غرار الهجوم على مركز الحراسة للمستعمر الفرنسي بالمكان المسمى "دار الصوف" (حي السعادة حاليا بمدينة البيض) سنة 1956 وهي أول عملياته بعد انخراطه في الكفاح المسلح خلال تلك السنة, ومعركة "خلاف".

كما تم تكليفه بعمليات نقل للسلاح والبريد بين قيادات الثورة بالمنطقة وأركان جيش التحرير الوطني, ليتم إلقاء القبض عليه سنة 1961 من طرف المستعمر وسجن بمنطقة القنادسة ببشار. وقد أفرج عنه في يونيو 1962, حسب ذات المصدر.

للتذكير, فإن منطقة بريزينة شهدت العديد من الكمائن والمعارك خلال الثورة التحريرية. فإلى جانب كمين ومعركة خلف المذكورة, وقع كمين السعدانة بقيادة البطل مولاي ابراهيم و معركة الزبوج وكمين ال?ور ومعركة كاف الحاج بولنوار ومعارك وكمائن أخرى كبد فيها أبناء الجزائر البررة المستعمر خسائر كبيرة وأكدوا له من خلالها أن شعلة ثورة نوفمبر لن تنطفئ إلا بالاستقلال وطرد المستعمر.