غرداية - تتنوع مظاهر التحضير لعيد الفطر المبارك في أوساط سكان ولاية غرداية حسب كل منطقة, حيث عادة ما تشرع العائلات الغرداوية في الاستعدادات لإحياء هذه المناسبة الدينية في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.

ففي بلدية القرارة تتسابق العائلات لاقتناء الألبسة والهدايا للأطفال, في أجواء من الفرحة والبهجة , فضلا عن شراء الألبسة لفائدة الأيتام والمعوزين, حسب ما أوضح رئيس الجمعية الثقافية الشيخ بن علي طالب مبارك.

ويعتبر لبس العباءة البيضاء مع الشاش أو القبعة ( الشاشية البيضاء) من أشهر عادات اللباس التي يتميز بها الساكنة خاصة الرجال والأطفال يوم العيد, وتجدهم يتدفقون على المحلات التجارية بكثرة من أجل شراءها, لأن اللباس الأبيض -حسبهم- دلالة على التسامح , والمحبة والتضامن , كما ذكر من جهته رئيس جمعية ''تاجمي تضفي'' التراثية الثقافية إدريس الشيخ صالح.

ويقول الشاب لمين بن علي من ذات المنطقة أنه في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المعظم , تقوم ربات البيوت مباشرة بعد آذان الفجر بعجن الخبز" المطلوع" وطهيه , وتوزيعه على عابري السبيل من قبل الأطفال.

ويحرص السكان ببلدية متليلي على تجهيز قفة العيد في الأسبوع الأخير من شهر رمضان , من طرف والد العريس من أجل تقديمها لأهل العروس الجديدة, حيث تحتوي القفة على كسوة العيد لوالدي العروس, مع بعض الحلويات, وهدايا أخرى متنوعة , حسبما يقول الباحث في علم الاجتماع التربوي بن عمار عبد الكريم.

ومن عادات ساكنة غرداية أنه وفي ليلة الشك يتم إطلاق البارود ثلاث مرات في حالة ما إذا ثبتت رؤية هلال شهر شوال على خلاف شهر رمضان الذي كان يطلق فيه البارود مرة واحدة إعلانا عن دخول موعد الإفطار, حيث يهتف الأطفال بأناشيد تقليدية يتغنون بها فرحا بدخول عيد الفطر المبارك, وهم يجوبون كافة الأحياء الشعبية, يضيف إدريس الشيخ صالح.

ومن بين العادات التي تتقاسمها العائلات الغرداوية التوافد الكبير على المحلات التقليدية من أجل شراء الحناء لتزيين أيادي النساء والأطفال الصغار, احتفاء بحلول العيد.

ويقول رئيس جمعية الشيخ بن علي طالب مبارك, أن الحناء تعد من أهم طقوس العيد , وتشكل هذه العادة مجال تنافس بين الأطفال, خاصة من حيث لون الحناء ونوع النقوش بالنسبة إلى الفتيات الصغيرات اللواتي تطلى بها أيديهن وباطن أقدامهن, في حين يكتفي الصبيان بأصبع السبابة أو على كف اليد مع أصبعين.

ويضيف ذات المتحدث أنه من بين الحلويات المشهورة بمنطقة غرداية التي يتم تحضيرها بمناسبة عيد الفطر هي المقروض المحشو بالتمر , وحلوة الطابع ,والطمينة, وطبق الحليب مع التمر , ويتم توزيع بعض من تلك الحلويات ليلة العيد على العائلات المعوزة دلالة على التكافل الإجتماعي.

وفي صبيحة عيد الفطر وبلباس موحد يرسمه البياض, يتوجه الجميع نحو إقامة صلاة العيد في أجواء بهيجة , تعلو فيها أصوات التكبير عبر المصليات والمساجد, قبل الاستماع للخطبتين وتبادل التهاني والتبريكات بين المصلين.

وتجتمع الأمهات مع أبنائهن وبناتهن والجيران لزيارة المقابر بعد حملة تنظيفها من طرف الجمعيات خلال الأسابيع الأخيرة من شهر رمضان للترحم على المتوفين من أقاربهم, وبتم خلالها أيضا توزيع الخبز التقليدي الذي يعد بالمنزل على الزوار, وبعد ذلك يرجعن إلى منازلهن لاستقبال المهنئين بالتمر والحليب , وكؤوس الشاي والحلويات المتنوعة , كما ذكر رئيس الجمعية الثقافية الشيخ بن علي طالب مبارك.

ومن جهته ذكر رئيس جمعية الفن والإبداع بمتليلي يوسف يحي, بأنه وفي اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك, يتوافد المواطنون رفقة الجمعيات الخيرية على المستشفيات لزيارة المرضى , وتقديم هدايا رمزية لهم بهدف التخفيف من معاناتهم مع المرض.