نيويورك(الأمم المتحدة) - قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف), إن "الحرب على الأطفال في غزة" تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم, مؤكدة أن "جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم".

جاء ذلك على لسان روزاليا بولين, مسؤولة الاتصالات الرئيسية لليونيسيف في غزة, والتي قالت إن أطفال القطاع "مرضى ومتعبون ومصابون بصدمات نفسية", فيما يهدد الجوع وسوء التغذية حياتهم.

ولفتت الى أن "غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني, لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف, لأكثر من 14 شهرا, ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس, حيث أبلغ عن قتل أكثر من

14.500 طفل, وإصابة الآلاف غيرهم".

وقالت: "هناك أشياء فورية يمكننا جميعا القيام بها اليوم لجعل الحياة أكثر إحتمالا لهؤلاء الأطفال, يمكننا استخدام أصواتنا ورأس مالنا السياسي ونفوذنا الدبلوماسي للدفع باتجاه إجلاء الأطفال المصابين بجروح خطيرة وآبائهم لمغادرة غزة والبحث عن رعاية طبية منقذة للحياة".

وأكدت أن كل يوم يمر دون عمل "يسرق يوما آخر من أطفال غزة", مضيفة "كل تأخير كلف مزيدا من الأرواح, يجب أن تطارد هذه الحرب كل واحد منا, لا يستطيع أطفال غزة الانتظار".

من جهتها, اثارت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونروا لويز ووتريدج, ازمة الغذاء في القطاع مبرزة أنه على الرغم من سوء الاحوال الجوية في الأيام الماضية, إلا أن الوكالة اضطرت إلى إعطاء الأولوية للغذاء على مساعدات المأوى.

وقالت: "لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر, هذا هو الواقع الذي يعيشه العاملون في المجال الإنساني هنا, وعليه يتعين علينا الاختيار بين حصول الناس على الطعام أو حصولهم على المأوى".

وفي حديثها من منطقة النصيرات في وسط القطاع, قالت إن "تضرر أو تدمير 69 في المائة من مباني القطاع لا يعني أن الناس يواجهون ظروف الشتاء القاسية فحسب, بل إنهم لا يتمتعون أيضا بالحماية من القنابل والغارات الجوية".

وأضافت: "نسمع من الأطباء أن الأطفال يتعرضون لإصابات من الشظايا جراء غارات وقعت على بعد كيلومتر واحد من مكان تواجدهم لأنه لا يوجد سوى الخيام والأقمشة لحمايتهم من القنابل والرصاص".

قالت ووتريدج إنها تحدثت على مدار العام الماضي عما تستطيع رؤيته, بما في ذلك الأطفال الصغار الذين فقدوا أطرافهم, والأسر المحاصرة تحت الأنقاض فيما تحرم الأمم المتحدة وفرق الطوارئ من الوصول لإنقاذهم, والأشخاص الذين يبحثون عن

فتات الطعام في القمامة لإطعام أسرهم, لكنها اليوم تريد التركيز على "ما لا نستطيع رؤيته".

واوضحت هنا ان الوكالة منعت من الوصول إلى رفح منذ إجبارها على مغادرتها في مايو بعدما كانت تعتبر رفح, جنوب غزة, مركزا للعمليات الإنسانية.

وبينما اعتبرت الصحفيين في القطاع أبطالا لإيصالهم صور الوضع المزري على الأرض إلى العالم, أشارت ووتريدج إلى أن ما يراه الناس في تقاريرهم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي هو من منظور أولئك القادرين على الفرار من أجل حياتهم عندما

تنهمر الغارات.

مع اقتراب العام من نهايته, ذكرت ووتريدج بأن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية. وقالت: "لا يمكنهم الفرار, ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت".