و وصف "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" حضور وفد صهيوني في اجتماع "الاممية الاشتراكية" (منظمة سياسية دولية) الذي استضافه حزب "الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ب"الخطوة الخطيرة التي تتنافى مع ما تقتضيه المرجعيات المفترضة للإشتراكية العالمية وتاريخ اليسار عموما من رفض العدوان الامبريالي و مناهضة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية, خاصة في السياق القضائي للحرب الصهيونية على قطاع غزة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية, فضلا عن زخم الغضب الشعبي ضد الكيان الصهيوني وقياداته السياسية والعسكرية".
ودعا المرصد الحقوقي, قيادة حزب "الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بكافة مكوناته, الى تقديم "النقد الذاتي و الاعتذار" للشعب المغربي وللشعب الفلسطيني معا, "مع تفعيل ما تتيحه عضوية "الأممية الإشتراكية" من إجراءات محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة, و طرد ممثلي الأحزاب الصهيونية باعتبارها مرتكبة لجرائم ضد الإنسانية, والتي باتت مشهودة و موثقة بالصوت والصورة و خاضعة للمتابعة القضائية الدولية".
من جهته, استنكر حزب "العدالة والتنمية" مشاركة وفد صهيوني في اجتماع "الأممية الاشتراكية" بالمغرب, حيث اعتبر رئيس مجموعته النيابية, عبد الله بوانو, أن ذلك يشكل "استفزازا غير مقبول للمغاربة" و "يحتاج إلى توضيحات".
وأعرب بوانو عن استغرابه لحضور الوفد الصهيوني في الفعالية, "في الوقت الذي تستمر فيه حرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة على يد الجيش الصهيوني, و اجماع البرلمان الصهيوني على عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
وتساءل القيادي في الحزب : كيف سمح مكون سياسي مغربي (الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية) لنفسه باستدعاء الوفد الصهيوني ب"دون حياء (...) وكأن ما يجري في غزة من تقتيل وتجويع لا يهمنا كمغاربة؟".
واستطرد بالقول: "لو أن هذا الاجتماع نظم في إسبانيا, لم تكن هذه الأخيرة لترخص لمشاركة وفد صهيوني فيه بالنظر لمواقف رئيس وزرائها من القضية الفلسطينية", مشيرا إلى أن حضور صهاينة "مهما كانت انتماءاتهم السياسية للمغرب, الذي يعرف استمرار الفعاليات الشعبية التضامنية مع غزة وفلسطين, أمر غير عاد ويطرح الكثير من التساؤلات".
وفي سياق ذي صلة, انتقد الكاتب حسن أحراث -في مقال- احتضان حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" ل"أعتى رموز الصهيونية على تراب" المغرب, معتبرا أنه (الحزب) "ساهم بأشكال مختلفة في تمرير التطبيع وتنزيل المخططات الطبقية للنظام المملاة من طرف الامبريالية".
وقال أن هذا الحزب "يتصهين أمام أعيننا وليس وراء ظهرنا", مضيفا أن "المسؤولية والمبدئية يقتضيان ليس فقط استنكار أو إدانة الفعل الشنيع لحزب الاتحاد, بل مقاطعة هذا الأخير وكل الأحزاب والنقابات والجمعيات والأشخاص المتورطين في مباركة التطبيع والتواطؤ مع عرابيه وفي مقدمتهم النظام القائم".
كما دعا الى "إبداع أشكال نضالية أكثر قوة وتصديا للتغلغل الصهيوني المتواصل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا, وبوتيرة متزايدة".