وحسب ما جاء في تقديم الكتاب, فإن ما تضمنه هو رواية تحمل كل الحقائق و الأدلة عن الحادثة المأساوية التي قتل فيها عشرات المهاجرين الأفارقة خاصة من السودان و التشاد في دولة المغرب, عندما حاول المئات منهم عبور السياج الحدودي بين الناظور و مليلية بالجيب الاسباني, بالإضافة إلى بيانات حول القتلى و المفقودين و المتواجدين اليوم في سجون المخزن بعد إدانتهم بأحكام "جائرة" بتهم "ملفقة".
وأكد الكاتب الذي كان شاهد عيان على هذه المجزرة, أن كتابه جاء بعد بحث طويل و مضني عن حقيقة ما حدث في ذلك اليوم الأسود من انتهاكات حقوقية خطيرة بحق اللاجئين الذين استخدمت ضدهم القوات المغربية العنف المفرط دون مبرر. كما يتوقف الكتاب عند معاناة المهاجرين الأفارقة والأسباب التي دفعتهم لمغادرة بلدانهم قبل الوصول إلى المغرب أملا في الهجرة نحو أوروبا بحثا عن سبل العيش الكريم.
ومن أبرز الحقوقيين الذين اعتمد عليهم الكاتب السوداني في توثيق ما جرى في الجمعة الأسود, رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - فرع الناظور, عمر الناجي-, و الذي كان له دور بارز في فضج جرائم المخزن بحق اللاجئين و استخدام ورقة الهجرة غير الشرعية في الابتزاز لتحصيل مكاسب مالية.
وكان تحقيق صحفي أجراه الموقع الالكتروني المغربي "هوامش أنفو" قد أكد أن مقتل عشرات المهاجرين الأفارقة على يد قوات قمع المخزن يوم الجمعة 24 يونيو2022 على الحدود المغربية الاسبانية كان "أمرا مدروسا وبصمة المغرب فيها واضحة".
ونقل الموقع المغربي عن الحقوقي عمر ناجي قوله أن "سلطات الناظور حاصرت المهاجرين هناك بشتى الطرق حيث منعت على التجار والباعة المحيطين بالجبال التي يعيشون بها بيع أي طعام أو شراب لهم", مضيفا بأن القوات المغربية هاجمت مخيمات المهاجرين بجبل كوروكو بعد أن تحرشت السلطات العمومية بهم على مدى ثلاثة أيام قبل الواقعة, ما اضطرهم لمحاولة اجتياز الحدود.
ويشار إلى أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قد كشفت, في تقريرها, عن "خروقات جسيمة" و "انتهاكات خطيرة" في "المحاكمات الجائرة" التي أقامها المخزن بحق طالبي اللجوء الأفارقة المعتقلين على خلفية الأحداث المأساوية على الحدود المغربية-الاسبانية في 24 يونيو 2022, والتي أودت بحياة العشرات من المهاجرين.
وأبرز التقرير أن هذه الخروقات وصلت الى حد "التزوير" لإدانة هؤلاء المعتقلين ب"تهم ملفقة وثقيلة", ضاربا بذلك عرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية التي وقع عليها في مجال توفير الحماية الدولية للاجئين.
وأكد هؤلاء المعتقلين خلال هذه المحاكمات "الماراطونية" "تعرضهم للضرب من قبل قوات الامن المغربية, وهو ما تظهره الجروح التي كانت بادية على الرأس والوجه".
كما أبرز التقرير أن "هؤلاء المهاجرين وقعوا على محاضر الشرطة دون الاطلاع عليها أو قراءتها وقاموا بإنكار كل التهم الملفقة إليهم خلال مثولهم أمام القاضي", مشيرا الى أن "البعض منهم وقع ضحية احتيال من قبل الضبطية القضائية التي قامت بابتزازهم بالتوقيع على المحاضر مقابل اخلاء سبيلهم ليجدوا أنفسهم أمام تهم ثقيلة وأحكام جائرة".