الرباط - اعتقلت القوات المخزنية, الناشط الحقوقي والمناضل السياسي المغربي جواد الحميدي بمدينة أغادير, جنوب المملكة, على خلفية مواقفه الرافضة لاحتلال بلاده للصحراء الغربية ونضاله من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

ويأتي اعتقال جواد الحميدي الذي ينشر على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي, باستمرار مناشير تفضح السياسة الاستعمارية للنظام المخزني وتؤكد الطبيعة القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار, في وقت يتزايد فيه دعم أحرار المغرب لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

ومن ضمن ما نشره جواد الحميدي, مؤخرا, أن الأمم المتحدة وحدها تملك الاختصاص الحصري في تسوية القضية الصحراوية, و أن الصحراء الغربية والمغرب إقليمان منفصلان و متمايزان.

ويرى ذات الحقوقي أن "ما يقوله المغرب بأنه اعتراف من الدول ب+سيادته+ (المزعومة) على الصحراء الغربية, هو مجرد تصريحات غير معترف بها دوليا, ولا تجد لها صدى في اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار أو في مجلس الأمن الدولي".

وفي السياق, ندد المعارض المغربي محمد قنديل, باختطاف و اعتقال المدون والناشط السياسي جواد الحميدي, مؤكدا تضامنه "اللامشروط" معه ومحملا الأجهزة الأمنية المغربية "مسؤولية أي مكروه أو أذى قد يلحق به".

كما دعا محمد قنديل, الجمعيات الحقوقية بالمغرب إلى دعم ومساندة هذا الصوت الذي لطالما ناصر بكتاباته ومواقفه, النشطاء الحقوقيين والسياسيين المغاربة.

من جهته, ندد الحقوقي المغربي نور الدين العواج بالاعتقالات التعسفية التي يشنها النظام القمعي المخزني ضد الأصوات الحرة, ومن بينها الحقوقي جواد الحميدي, بسبب آرائه ونشاطه ومواقفه السياسية.

بدورها, قالت المدونة والحقوقية المغربية سعيدة العلمي في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي, إنه "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه إقالة الحكومة بعد الأرقام الخطيرة والصاعقة التي تضمنها التقرير المفصل للمندوب السامي للتخطيط, والتي تؤكد وجود تلاعبات وسوء تدبير للشأن العام, بما يشكل تهديدا غير مسبوق لاستقرار البلاد و أمنها القومي (...), نتفاجأ بسلسلة من الاعتقالات التعسفية في صفوف المناضلين من أحرار أبناء الشعب المغربي".

وذكرت سعيدة العلمي أن اعتقال جواد الحميدي "كان متوقعا, لأن المخابرات كانت تلاحقه أينما حل و ارتحل, خاصة وأنه كان من القلائل الذين يناقشون قضايا شائكة وحساسة من قبيل القضية الصحراوية, وقضية العزلة المفروضة على المغرب إقليميا ودوليا, بسبب سياساته الخارجية, وكذلك بسبب تورط جهاز الاستخبارات في مجموعة من ملفات التجسس على أسرار الدول".   

وأشارت المعتقلة السياسية السابقة أن المخزن "الغبي الجبان" لم يكتف باعتقال جواد الحميدي فقط, فبسبب -تضيف- "ضعفه وهشاشته و ارتباكه, أرسل إلى صفحته (أي الحقوقي) على مواقع التواصل الاجتماعي, ترسانة من الحشرات السيبرانية السامة, لتشمت في اعتقاله (...)".

وإذ تعبر العلمي عن كل التضامن مع جواد الحميدي و كل ضحايا الانتهاكات الخطيرة في صفوف القوى الحية للبلاد, فإنها تنبه لخطورة السياسات المخزنية التي تهدد مصير المملكة, "بعد أن أصبحت شريعة الغاب هي الدستور الحقيقي الذي يحكم البلاد, رغم ما يتم الترويج له عبثا عن دولة الحق والقانون".

جدير بالذكر أن اعتقال جواد الحميدي يأتي بالموازاة مع حملة "تشهير" و "تخوين" شرسة يتعرض لها رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان, عزيز غالي, من طرف الدوائر المخزنية, و ذلك على خلفية تصريحاته الأخيرة الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, وفق ما تؤكد عليه الشرعية الدولية.

وكان الحقوقي عزيز غالي قد أكد لدى حلوله ضيفا على أحد البرامج الإخبارية على قناة إلكترونية, دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ومعارضته لما يسمى "خطة الحكم الذاتي" ومحاولات المغرب فرض سيادته المزعومة على إقليم الصحراء الغربية المحتلة.