الرباط- رسم الخبير الاقتصادي المغربي والمستشار في السياسات العمومية, أيوب الرضواني, صورة سوداء عن واقع المملكة, خاصة في الشق الاقتصادي في ظل التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي ينهب ثورات البلاد ويهدد الامن الغذائي والمائي للمغاربة.

وتوقف الخبير المغربي في مجموعة من المقالات عند ارتفاع عدد الفقراء في البلاد الى أكثر من 3 ملايين, بينهم مليون مغربي في حالة فقر مدقع, حسب ما أكده تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لسنة 2022 بالمملكة, في ما قفزت البطالة الى 21%.

و انتقد ايوب الرضواني بشدة, القوانين الأخيرة التي اقرتها الحكومة المخزنية, والتي توفر الحماية للمفسدين و تقمع المواطنين, مستدلا في هذا الاطار بقانوني الاجراءات المدنية والجنائية, وما تضمناه من ربط الحق في الوصول إلى العدالة ب"حجم" الحساب البنكي, ومنع التبليغ عن الفساد, وتهديد المبلغين عنه ب10 سنوات سجنا نافذا.

و ابرز المتحدث في السياق, إقبار قانون "من أين لك هذا؟" وتعويضه بقانون "غسل الأموال: هنيئا لك بهذا؟", و اقرار قانون إضراب يمنع الإضراب, ومدونة أسرة تشتت ما تبقى من أواصر الرحمة والمودة في العائلات المغربية.

أما في قطاع الفلاحة, فأكد المستشار في السياسات العامة أن المغرب يستورد أغلب حاجياته من المواد الأساسية وغير الأساسية, لافتا الى أن حجم المديونية الخارجية بلغ أكثر من 62 مليار دولار (45% من الناتج المحلي) مع نهاية 2024, حسب البنك الدولي.

وافاد الخبير المغربي بأن تطبيع النظام المخزني مع الكيان الصهيوني عمق من معاناة الشعب المغربي, خاصة ما تعلق باستفحال الجفاف وتراجع الانتاج والارتفاع الرهيب للأسعار, موضحا أنه بعد التطبيع, اصبح المغرب يستورد أكثر من 90% من الاحتياجات في ما يخص الحبوب.

أما في ما يتعلق بالخضر التي كانت متوفرة قبل التطبيع, فقد أصبحت مع دخول الصهاينة للمملكة "لمن استطاع إليها سبيلا", و الامر نفسه مع الفواكه واللحوم, حسب المتحدث نفسه.

و لفت الرضواني أن التطبيع عمق ايضا من أزمة الجفاف, حيث اصبحت اغلب المناطق منكوبة, والماء الشروب ينقطع لأكثر من 5 أيام, و 50 مدينة مهددة بالعطش بسبب الزراعات المستنزفة للمياه التي يستغلها مستثمرون صهاينة, مثل فاكهة "الأفوكادو" التي تستهلك 2000 لتر لكل كيلوغرام, و التي فاق انتاجها 90 ألف طن سنويا.

وفي هذا الصدد, استغرب المستشار في السياسات العمومية, منطق الحكومة المخزنية التي تبرر كل كوارث الوطن من غلاء المعيشة وصولا لمستويات كارثية من البطالة بعدم تساقط الأمطار, متعجبا كيف تتحكم الامطار في نمو دولة استقلت منذ قرابة السبعة عقود, مع الامعان في الزراعات التي تستنزف المياه بدل اتخاذ إجراءات صارمة لوقف النزيف و إنقاذ 37 مليون نسمة من خطر الجفاف والعطش.