وأفاد عضو منظمة تجمع المدافعين عن حقوق الانسان بالصحراء الغربية (كوديسا) حسن الزروالي, في منشور على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي, بأن قوات الاحتلال المغربي منعت الصحفي الاسباني الذي يعمل بجريدة "الاندبندينتي" من دخول مدينة الداخلة وقامت بترحيله من مطار المدينة إلى مدريد على نفس الطائرة القادم على متنها.
وأضاف ذات المصدر, أن الصحفي الاسباني حل بمدينة الداخلة المحتلة في حدود الساعة الخامسة من مساء أمس الأربعاء, وتم منعه من الدخول إليها وأعيد إلى مدريد في نفس الطائرة, و أبلغته سلطات الاحتلال بأنه "غير مرغوب فيه", بسبب كتاباته المناهضة لسياسات النظام المغربي.
من جهتها, أكدت تقارير إعلامية صحراوية, أن عناصر من الاستخبارات المغربية قامت باحتجاز الصحفي كاريون بمطار الداخلة المحتلة, واستجوابه حول زياراته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين.
وفي تعليقه على منعه من دخول مدينة الداخلة, لفت الصحفي الاسباني, إلى التناقض في مدينة الداخلة بين ما يقول المغرب عنه "بوابة الجنة" والترويج للسياحة, و"الجحيم" الذي يعيشه الشعب الصحراوي, الذي يتوق لرؤية وطنه حرا مستقلا.
كما أشار كاريون, خلال تعليقه, إلى البيوت البلاستيكية الزراعية الشاسعة في مدينة الداخلة, والتي انتقدتها محكمة العدل الأوروبية, لاستغلال موارد الشعب الصحراوي دون موافقة منه, مبرزا محنة الصحفيين والناشطين الصحراويين الذين يواصلون مقاومة الاحتلال المغربي.
جدير بالذكر, أنها ليست المرة الأولى التي يمنع فيها الاحتلال المغربي المراقبين الدوليين والصحفيين الأجانب من دخول الأراضي الصحراوية المحتلة, حيث منع بتاريخ 28 يناير الماضي وفدا برلمانيا وحقوقيا من إقليم الباسك من دخول مدينة العيون المحتلة, وقام بترحيله على متن نفس الطائرة التي أقلته, إلى لاس بالماس.
وقبلها و بتاريخ 19 يناير الماضي, طرد الاحتلال المغربي صحفي ومراقبين دوليين اثنين إسبان من مدينة الداخلة المحتلة قدموا إلى المدينة للاطلاع على الوضع الحقوقي بالمنطقة وفضح تجاوزات الشركات الأوروبية التي تواصل نهب ثروات الشعب الصحراوي في خرق سافر للقانون.
ومنذ 2014 وإلى غاية نهار أمس الأربعاء, طرد الاحتلال المغربي 309 مراقب وحقوقي وإعلامي أجنبي من 28 دولة, وهذا في إطار الحصار المضروب على الإقليم المحتل و حرص المخزن على منع توثيق جرائمه.
وأدانت منظمة (كوديسا), منع الاحتلال دخول المراقبين والاعلامين الأجانب, الذي يأتي في إطار تشديد الحصار العسكري والإعلامي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية في وجه المراقبين الأجانب والمنظمات والهيئات الدولية المهتمة بمجال حقوق الإنسان.
وبدورها, عبرت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (ايساكوم) عن قلقها البالغ من منع سلطات الاحتلال المغربي, للمراقبين الدوليين من دخول مدن الصحراء الغربية المحتلة كونه يأتي في سياق متصل مع التنكر للقانون الدولي في هذه المنطقة من العالم والاستخفاف بالأمم المتحدة وآلياتها, مؤكدة أن دولة الاحتلال المغربي ومن خلال هذه الممارسات المستمرة تؤكد تحللها من التزاماتها القانونية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وتحول دون تمكين الهيئات و المنظمات الحقوقية والمراقبين الدوليين من الوقوف على واقع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية عن قرب.