ويعد رئيس الوزراء الكيني السابق, رايلا أمولو أودينغا, المرشح الأوفر حظا في الانتخابات التي تجري خلال القمة ال38 للاتحاد الأفريقي, بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا, حيث تعهد بالعمل, بالتعاون مع الزعماء الأفارقة, لتأمين مقعدين دائمين للقارة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي نقاش تلفزيوني جمعه بالمرشحين الآخرين في 13 ديسمبر 2024, اعتبر رايلا أودينغا أن تمثيل أفريقيا في مجلس الأمن الدولي, مصحوبا بحق النقض, بات أمرا ضروريا لضمان العدالة على الساحة الدولية.
وقال "من غير المقبول أن يتم استبعاد هذه القارة التي يبلغ عدد سكانها 4ر1 مليار نسمة, في حين لأوروبا ثلاثة مقاعد دائمة".
وتعهد المرشح الكيني بإعطاء الأولوية لحل النزاعات ومعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار, مع تعزيز المؤسسات الفعالة لخلق بيئة مواتية لتنمية أفريقيا وازدهارها.
كما تعهد بتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية وتقليص اعتماد أفريقيا المفرط على التمويل الخارجي وتحقيق التحول الزراعي في القارة.
ومن المتوقع أن يواجه السيد أودينغا منافسا قويا ممثلا في وزير الخارجية الجيبوتي, محمود علي يوسف.
وفي بيان ترشحه, أكد وزير الخارجية الجيبوتي منذ عام 2005, أنه "ملتزم التزاما راسخا بممارسة القيادة المسؤولة وتعزيز الحكم والديمقراطية وتعزيز قدراتنا المؤسسية وكذا السلام والأمن وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير البنية التحتية والقيام بانتقال جريء في مواجهة التحديات البيئية ودعم المستقبل والشباب والتشغيل والمساواة بين الجنسين والشتات الأفريقي, فضلا عن تعزيز مكانة أفريقيا على الساحة العالمية".
كما تعهد رئيس الدبلوماسية الجيبوتية بتعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز الوحدة بما يتجاوز الانقسامات اللغوية والثقافية في أفريقيا, مع اعتقاده بأن الأفارقة يجب أن يتحملوا مسؤولية أجندة السلام والأمن في أفريقيا, حيث أن الدعم الأجنبي أعاق التقدم المستدام.
أما ريتشارد راندريماندراتو, فقال إنه يريد ترقية الإمكانات الاقتصادية لأفريقيا, حيث تعهد وزير الخارجية الملغاشي السابق باتخاذ خطوات تقدمية نحو تحرير التجارة بالكامل لضمان النمو الاقتصادي الشامل.
وحسب ريتشارد راندريماندراتو, فإن التجارة بين البلدان الأفريقية منخفضة (6ر12 بالمائة فقط من إجمالي التجارة في القارة) وتتخلف كثيرا عن مناطق مثل الاتحاد الأوروبي.
وقال السيد راندرياماندراتو خلال المناظرة التي جمعت المرشحين الثلاثة: "أنا خبير اقتصادي ومالي. أولا وقبل كل شيء, من أجل تطوير الاقتصاد على المستوى القاري, يتعين علينا تطوير التجارة من خلال التحرير", معتبرا أنه من الضروري تعزيز التكتلات الاقتصادية الإقليمية وتقليص النفوذ الأجنبي في الشؤون الأمنية في أفريقيا.
ويتعين على المرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي الحصول على أغلبية الثلثين من الدول الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 55 دولة, وهو عمل يتطلب في كثير من الأحيان تحالفات إقليمية ومفاوضات استراتيجية.