وقد عجت مواقع التواصل الاجتماعي, اليوم الاحد, بتدوينات غاضبة ومقاطع فيديو توثق المأساة التي يعيشها ضحايا الزلزال تحت الثلوج, وسط تجاهل رسمي "مخز" : صور الخيام البلاستيكية التي غمرتها المياه, والأطفال الذين يرتجفون من البرد بلا غطاء أو فراش ملأت صفحات الناشطين وأشعلت موجة غضب عارمة, تساءل فيها الجميع عن وعود المخزن التي أطلقت في الأيام الأولى بعد الزلزال.
الناشطون والصحفيون استنكروا استمرار هذا الوضع المأساوي رغم مرور أكثر من عام ونصف, معتبرين أن الحكومة "لم تتعامل مع الأزمة إلا كحدث إعلامي سرعان ما تلاشى من اهتماماتها", فيما تساءلت الأصوات الغاضبة عن مصير الميزانيات المرصودة للإعمار.
وأمام هذا الوضع الكارثي, كتب منتصر إثري, أحد متضرري الزلزال وعضو التنسيقية الوطنية للضحايا "ما يعيشه ضحايا زلزال الحوز في إقليم الحوز وباقي الأقاليم والمناطق المنكوبة, رغم مرور أزيد من عام ونصف على فاجعة 8 سبتمبر, في ظل الظروف المناخية والجوية القاسية والمؤلمة (ثلوج وأمطار رعدية ورياح...). ومع دخول شهر رمضان الثاني على التوالي داخل خيام بلاستيكية مهترئة وبدائية, واستمرار حرمان المئات من الأسر المتضررة من الدعم والتعويضات, يدفع كل ضمير حي للصراخ أمام صمت و تقاعس الدولة".
و أضاف: "وليست هذه هي المرة الأولى ولا الثانية التي يستصرخ فيها الضحايا, المسؤولين وهم يزيحون الثلوج التي أثقلت خيامهم, أو يحاولون إفراغ مياه الأمطار التي أغرقتها, أو وهم يحاولون إعادة تركيبها بعدما اقتلعتها الرياح, فالصراخ والاحتجاج لم يتوقف منذ أشهر طويلة, لكن كل الأبواب لا تزال مغلقة في وجوه الضحايا, ولا تزال مطالبهم دون استجابة".
المشاهد القادمة من خيم المنكوبين لا تترك مجالا للشك في أن الوضع خرج عن نطاق "الأزمة العابرة", وتحول إلى فضيحة إنسانية وسياسية : أطفال يغرقون في الطين, وشيوخ يحتمون ببقايا أقمشة ممزقة, وعائلات تفترش الأرض تحت سماء تمطر بردا وقهرا, وبينما يصارع هؤلاء للبقاء على قيد الحياة تكتفي الحكومة بالخطابات الفارغة و الوعود الزائفة.
الائتلاف المدني من أجل الجبل, وهو تحالف وطني يضم أكثر من 120 جمعية من مختلف المناطق الجبلية, انتقد بطء عملية إعادة الإعمار رغم قسوة الشتاء, مشيرا في بيان له إلى المعاناة المستمرة للمتضررين من زلزال الحوز الذين لا يزالون يعيشون في خيام متجمدة وسط الثلوج بعد أن فقدوا بيوتهم.
و أكد الائتلاف أن "تأخر إعادة الإعمار يعكس إهمالا رسميا للوضع الكارثي الذي تعيشه هذه الفئات, حيث تبقى الوعود السابقة مجرد تصريحات لم تترجم إلى أفعال حقيقية", مشددا على أن ضمان حياة كريمة للمتضررين واجب على الدولة.
واختتم قائلا : "ما يحدث في الحوز ليس مجرد إهمال, بل جريمة إنسانية بحق آلاف المواطنين الذين تركوا ليواجهوا مصيرهم وحدهم. الدولة التي لا تحمي مواطنيها من البرد والجوع, والتي تتخلى عنهم في لحظاتهم الأكثر ضعفا, تثبت مرة أخرى أنها مجرد سلطة بلا مسؤولية, بلا ضمير".