ورغم كل محاولات الاحتلال المغربي على مدار عقود من الزمن, إسكات صوت المرأة الصحراوية وثنيها عن الكفاح, بالترهيب و التخويف والترويع, و ارتكاب أبشع الجرائم الحقوقية من اختطاف و اعتقال وتعذيب وتهجير قسري, وقطع الأرزاق, فإن البارز أن هناك ديناميكية غير مسبوقة هذه السنة في مواجهة هذه الانتهاكات التي زادتها إصرارا على طرد الاحتلال.
وكما تلعب المرأة الصحراوية إلى جانب أخيها الرجل دورا رياديا في معركة تحرير الوطن, فإنها تشارك أيضا في معركة بنائه و تشييد مؤسساته في مختلف المناصب القيادية, في أفق استكمال سيادة الشعب الصحراوي على جميع أراضيه المحتلة.
ولم تكتف المرأة الصحراوية في دعم معركة الكفاح المسلح التي استأنفها الجيش الصحراوي ضد الاحتلال المغربي منذ 13 نوفمبر 2020 وحرصها على التواجد في الجبهات الأمامية, بل اقتحمت كل القطاعات مثل الادارة والسياسة والدبلوماسية, ناهيك عن باقي القطاعات الأخرى لتسيير شؤون الجمهورية الصحراوية مثل التربية والصحة والتعليم.
وعن معاناة المرأة الصحراوية بالجزء المحتل من الصحراء الغربية, أكدت النائب الثاني لرئيس منظمة تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية, الحقوقية خديجتو الدويه, في تصريح ل/وأج, أن المرأة الصحراوية "تتأثر جوهريا بواقع الاحتلال المغربي الذي يحاول فرض سيطرته بالقهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنفسي على المدنيين الصحراويين بالصحراء الغربية, بالحديد والنار".
وقالت في هذا الصدد: "المرأة الصحراوية كانت ولا زالت ضحية الاضطهاد و الاختطاف والاعتقال السياسي والتعذيب والاغتصاب وكل أشكال الانتقام الأخرى, كما أنها لا تتمتع بأي حق من الحقوق الأساسية فقط لأنها ترفض الاحتلال وتنادي بالحق في تقرير المصير".
وبالتالي -تضيف- "لا يمكن للمرأة الصحراوية أن تحتفل باليوم العالمي للمرأة في ظل هذا الواقع الأليم الذي يفرضه الاحتلال المغربي وتحت حصار أمني و إعلامي مشدد على الصحراء الغربية المحتلة, يطبعه طرد المراقبين الدوليين والحقوقيين والإعلاميين الاجانب, للتعتيم على ممارساته القمعية وحجب ما يقع من فظائع عن الرأي العام العالمي".
وبهذه المناسبة, ناشدت خديجتو الدويه, المنتظم الدولي وجميع النساء في العالم, الرفع من درجة التضامن مع النساء الصحراويات والشعب الصحراوي عموما والضغط على الاحتلال المغربي من أجل احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و سيادته على موارده و ثرواته الطبيعية.
من جهتها, أبرزت رئيسة اللجنة الصحراوية للموظفين والعمال المطرودين بشكل تعسف ي من طرف الدولة المغربية, الحقوقية والمعتقلة الصحراوية السابقة محفوظة بمبى الفقير, ل/وأج, الظروف المأساوية التي تعاني منها المرأة الصحراوية, والتي اقل ما يقال عنها انها "ظروف جد صعبة في ظل احتلال قمعي يستمد جبروته من عرابيه".
وشددت ذات المتحدثة على أنه وعلى الرغم من كل هذه الممارسات والتحديات, فإن "المرأة الصحراوية لن ترضخ و ستواصل مسيرة الكفاح و البناء, وقدوتها في ذلك المرأة الجزائرية, أيقونة الكفاح ضد الاحتلال", مشيرة الى أنه لازال على عاتق المرأة الصحراوية الكثير من المسؤوليات الجسام, وعلى رأسها الدفاع عن حق شعبها في تقرير المصير والحرية والاستقلال.
وعبرت محفوظة بمبى الفقير عن تمنياتها بأن تنعم كل امرأة مقهورة في العالم بالأمن والأمان, خاصة المرأة الفلسطينية والمرأة الصحراوية التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال, داعية كل النساء إلى تضافر الجهود للدفاع عن حقوقهن وتحقيق تطلعاتهن في كل المجالات.
وأشادت في السياق بكفاح المرأة الصحراوية ضد الاحتلال, وكذا نضالها المستميت من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين, مجددة إصرار وتمسك الشعب الصحراوي بطرد الاحتلال المغربي و انتزاع كل حقوقه المشروعة مهما طال الزمن أو قصر, لأنه -كما ذكرت- "ما ضاع حق وراءه مطالب".
وتحرص المرأة الصحراوية على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة, رغم كل هذه الظروف المأساوية, كمحطة تاريخية في النضال الحقوقي ولتقييم ما أنجزته و استشراف ما ينتظرها من مسؤوليات في سبيل انتزاع حقوقها و تعزيز مكاسبها, انسجاما ودورها المحوري
في مسيرة الكفاح والبناء.