بداية، وقبل الخوض في موضوع الدعوة لتوسيع مجال الكليات الضرورية، فلا بد أن نعرف أولا ماهية الأصل الضروري الذي تنتمي إليه هذه الكليات وتأخذ قوتها ورسوخها منه. فقد عرفه الإمام الشاطبي بقوله: “أما الضروريات فمعناها أنها لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا بحيث إذا فقدت لم تجر مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد، وتهارج، وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة، والنعيم، والرجوع بالخسران المبين”. وعرفه الإمام ابن عاشور فقال: “المصالح الضرورية هي التي تكون الأمة بمجموعها وآحادها في ضرورة إلى تحصيلها، بحيث لا يستقيم النظام بإخلالها بحيث إذا انخرمت تؤول حالة الأمة إلى فساد وتلاش”.