كثر في السنوات الأخيرة الكلام عن ثقافة القطيع ونفسية القطيع، استهجانا وتحذيرا بطبيعة الحال، وتحسب أن هذا ينم عن وعي وفهم، وأن الناس قد أخذوا تلقيحات فعالة جدا تعصمهم من الوقوع في شراك القطيع، بيد أن المفارقة العجيبة أننا في الوقت ذاته الذي كثر فيه الكلام عن القطيع والتحذير من نفسيته وثقافته نجد أجيالا من الناس تستمتع بنفسية القطيع وتتنعم بثقافة القطيع، حيث صار من المعتاد أن تسمع تسويغ (وتبرير) المعاصي والشذوذ والمنكر والانحرافات وانتهاك الحرمات واقتراف العيب من الكبار والصغار، ومن المثقفين والناس العاديين، ومن النخبة والجماهير بقالة السوء: إن أغلب الناس / كل الناس يفعل هذا، فلا مشكل إذا!، لا ر