لا شك أن أسباب ذلك كثيرة، بيد أن هذه الأسباب مهما تعددت وكثرت فستبقى أسبابا ثانوية، وسيبقى السبب الرئيس الوحيد هو اللغة العربية، إذ أن أهل الجاهلية كانوا عربا أقحاحا يفهمون القرآن، ويدركون أبعاده، ويتذوّقون بيانه، ويخضعون لإعجازه بمجرد سماعه، أما مسلمو اليوم فقد غلبتهم العُجمة، وخضعوا لاستعمار لغوي بغيض، فصار العربي منهم أعجميا في لسانه، ومن ثم في فكره، فكيف بالأعجمي منهم أصالة!!إن الله جل شأنه اختار بمعجز حكمته، التي تتقاصر عنها عقول البشر القاصرة وعلومهم المحدودة أن يكون وحيُه الخاتم باللغة العربية، وإعجاز هذا الاختيار ظاهر معلوم لمن كان ذا علم باللغات، أما غيرهم من الناس -ولو كانوا (بروفيسو