المتأمل في أحوال هذا الكون يجد أنه جل وعلا يخص من الأشياء والأزمنة ما يشاء لمقاصد عظمى وآيات كبرى تقوم عليها مصالح العباد، فلا شريك له يختار كاختياره ويدبر كتدبيره، قال الله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار} القصص:68.وإن مما خصه الله لعباده من الأزمنة ليلة القدر، فليلة القدر لها شيء عظيم عند الله ومكانة كبيرة في نفوس المسلمين، وسمّيت بهذا لأن الله يقدر فيها كل ما أراده في تلك السنة إلى ليلة القدر الأخرى، قال الله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم} الدخان:4، وهذا ما يعرف بالكتابة السنوية، أما الكتابة العامة التي كانت في اللوح المحفوظ كانت قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، كما صح ذلك عن