صحة وتكنولوجيا:
نجح فريق طبي بمصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54بوهران في اجراء عمليتين دقيقتين تمتا على مرحلتين، لحالة نادرة جدا متمثلة في استئصال ورم حميد بحجم وطول 8/12سم كان متمركزا على مستوى مخ وعين المريض وصولا الى نهاية الفك السفلي وبداية الجهة العلوية للرقبة، (Méningione Fronto-Orbito-Facial Invasif) لمريض يبلغ من العمر 58 سنة، قادم من اقصى الجنوب الجزائري، وسيكون المريض أمام موعد لعملية جراحية تجميلية ثالثة التي ستدوم ساعة واحدة فقط. هاتان العمليتان استغرقتا قرابة الـ 15 ساعة مجموعتان، تمتا تحت اشراف البروفيسور قربوز رابح رئيس المصلحة، حيث تم التكفل بها في ظرف قياسي بالتنسيق مع مصلحة التخدير والانعاش التي تترأسها البروفسور مازور جميلة، اذ استؤصل الورم الحميد والذي كان يأخذ بنسبة %50 من الجهة العميقة للمخ ونهاية الفك وبداية الرقبة و %50 من جهة العين، إذ كان المريض يعاني من كثلة لحمية تحولت إلى ورم منذ عام 2017 كان يعتقد انه ورم سرطاني خبيث وعجز الاطباء عن تشخيص حالته او علاجها. ويقول البروفيسور قربوز رابح رئيس ذات المصلحة :"ان هذا النوع من الحالات يعتبر نادرا جدا في الوطن وحتى العالم ايضا، باعتبار الورم من نوع *ورم السحايا الغزوي في المناطق الجبهية والعينية والوجهية*( Méningione Fronto-Orbito-Facial Invasif) ، أي انه يجمع بين نوعين من الأورام التي تنشأ من السحايا، وهي الأغشية التي تغلف الدماغ والحبل الشوكي و أنه يتوسع أو يغزو الأنسجة المحيطة به، مضيفا أن هذا الورم من الأورام الحميدة وليس الخبيثة الا انه يؤثر على حياة المريض بضغطه على مختلف الاعضاء المحيطة به وحتى الاعصاب المتواجدة على مستوى المخ والوجه ، مثلما تمركز هذا الأخير عند المريض، بالجهة اليسرى بين المخ والوجه وصولا الى نهاية الفك السفلي". ليضيف البروفيسور قائلا :"فور تقرب المريض من المصلحة لإجراء الفحص الطبي تم التكفل به في ظرف قياسي خاصة بعد معرفة ان عمر الورم اكثر من 8سنوات (منذ سنة 2017)، مؤكدا ان المصلحة وطاقمها الطبي والامكانيات المتوفرة ساهمت في اعطاء الامل للمريض واهله من اجل الاستمرار في الحياة والتمتع بحياة صحية جيدة، فبعد القيام بكافة الفحوصات الطبية اللازمة تم الانطلاق في مراحل العملية الجراحية الدقيقة كمرحلة اولى تم استئصال الجهة الخارجية للورم المتواجدة على مستوى العين و جيوب الوجه من منطقة أسفل الفك وبداية الرقبة ، وبعد مرور حوالي اسبوع كامل تم القيام بالمرحلة الثانية التي كانت اكثر دقة وخطورة حيث تم استئصال الجزء المتبقي من الورم المتواجد بالجهة العميقة بالدماغ والقريبة من المخ والاعصاب والتي اتسمت بالنجاح". وللإشارة أن المدة الزمنية بين كل عملية والاخرى من اسبوع الى 10 أيام كاملة وفي ذات السياق أكد البروفيسور قربوز أن العمليات الجراحية نجحت مع إبقاء المريض تحت المراقبة الطبية الدقيقة لضمان استقرار حالته والتعامل مع أي طارئ محتمل، خاصة وأنه ينحدر من ولاية عين قزام، الواقعة في أقصى جنوب الصحراء، مما يجعل تنقله صعبًا.
مستشفى أول نوفمبر : نجاح عملية استئصال ورم حميد بحجم وطول 8/12سم على مستوى الرأس