وهران:
جاءك الموت على حين غرّة وأخذك منا، فصبرا جميلا والله المستعان ...رحلتِ يا زميلتي وتركتِ في قلوبنا فراغًا لا يُملأ، وغصة لا تهدأ. كنتِ شعلة من الحيوية و الفرح و حب الحياة ، تبثين الأمل في كل من حولك، فكيف للقدر أن يخطفكِ منا وأنتِ في ريعان الشباب و نحن ننتظر عودتك و نحجز لك مكانك المعهود في مكتبنا الذي انبعثت منه اليوم رائحة الحزن و حلت محل ضحكاتنا دموع الفراق و ألم الفاجعة كيف للوداع أن يكون بهذه القسوة؟ و قد ودعناك يومها لنراك قريبا و ما من أحد منا تخيل هذا القدر ،فقدانك كان مغايرا لفقدان جميع الأحبة في جريدتنا الحبيبة فلازلت يافعة،معطاءة كانت أمامك الحياة.
رحلتِ يا زميلتي، و تركت الوجع يملأ القلوب، غادرتِ مستعجلة و كم هو صعب أن نكتب عنكِ و أنت تغيبين للأبد و صدى حضورك لا يزال بيننا ، نودعكِ اليوم وقلوبنا يملؤها الألم،و عزاؤنا أنك بين أيدي الرحمان
فقد جمعتنا بك الجمهورية لسنوات و تشاركنا أنا و أنت المهام في الصحافة والطموحات في السياسة و لم يضعف فيك المرض أي عزيمة فبقيت لأخر يوم بيننا تملئين المكان حياة، فكيف أصبح بعدكِ دائما و فقدانك حقيقة ؟ نفارقكِ اليوم، لكن روحكِ ستبقى حاضرة في قلوبنا، وسيرتكِ العطرة ستبقى تذكرنا بإنسانة كانت نقية ،و مليئة بالحياة . لن ننساكِ، وسنظل ندعو لكِ بالرحمة والمغفرة، حتى نلتقي يومًا في دار لا فراق فيها. رحمكِ الله، وغفر لكِ، وجعل قبركِ روضة من رياض الجنة، وجمعنا بكِ في مستقر رحمته يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون
وداعا يا زميلتي ،رحمك الله و جعل مثواك الجنة ،إنا لله وإنا إليه راجعون.
عزوني يا ملاح في شابة لبنات
سكنت تحت اللحود ناري مقديا
قلبي سافر مع الراحلة حيزيا